قبل مدة، علت أصوات السعوديين بالتكبير والتهليل، بعد أن وصلهم خبر تمكن أحد الدعاة السعوديين من إدخال صيني إلى الإسلام، في مدة قياسية لم يحققها داعية عبر التاريخ الإسلامي، وهي ثلاث دقائق، وهذا إنجاز لعمري يستحق أن يطير به صاحبه فرحا، ولسان حاله يقول: وإني وإن كنت الأخير زمانه / لآت بما لم تستطعه الأوائل. فقد كان المسلمون الأوائل - رحمهم الله ورضي عنهم - يعانون الأمرين لنشر الإسلام، فكانوا يخيرون المشركين بين الدخول في الإسلام أو الحرب أو فرض الجزية، وكثير منهم يختار الحرب، وبعضهم يسلم في ساحات المعارك بعد أن يبلي المسلمون بلاء حسنا. وقد ذكر القرآن الكريم أن من أسباب دفاع المشركين عن دينهم وثباتهم عليه، أنهم وجدوا عليه آباءهم، لكن على ما يبدو أن مشركي هذه الأيام لطيفون ومطاوعون ولا يحملون انتماء لما وجدوا عليه آباءهم، لدرجة أنهم يستطيعون أن يتخلصوا من اعتقادهم السابق في ثلاث دقائق، ولم يدر في خلد الداعية صاحب إنجاز ال(3) دقائق حسب بعض الروايات، أن أحدا ما سيفكر في كسر هذا الرقم القياسي، إلا أن أحد أصحاب الهمة العالية من الإعلاميين اصطحب فريقا من المصورين والشهود، ليحضروا حدثا غير مسبوق.. حيث تمكن من إدخال فتاة كورية إلى الإسلام خلال (دقيقة واحدة)، وهو الزمن الذي استغرقه تلقينه إياها للشهادتين، حيث سأله أحد المرافقين الشاهدين على هذا الإنجاز العظيم، كم استغرق دخول هذه الفتاة في الإسلام؟ فرفع إصبعه مزهوا بأنها one minute دقيقة واحدة. ومن يدري فقد يخرج علينا أحد الدعاة بعد بضعة أيام محطما هذا الرقم القياسي، فيسلم على يديه أحد المشركين من جزر الواق واق في جزء من الثانية، وهذا الإنجاز متاح وميسر بشرط أن يبدأ التصوير بعد إتقان الراغب في الإسلام للشهادتين وليس قبل، حتى لا يستغرق وقتا للتلقين. وما هذا إلا حلقة أخرى من مسلسل التسطيح واستغفال عقول البسطاء باسم الدين، وترويج البعض لأنفسهم عن طريق نشر الكثير من الإنجازات الوهمية تحت مظلة الإسلام العظيم.