مع احترامي الشديد للدراسات والإحصائيات والتقارير الجادة، إلا أني لا أثق فيها إن كان الخارج يريد قياس الداخل، وإن قيل : إن هذه التقارير رصدت من أجهز دقيقة مبرمجة بطريقة لا تحتمل الخطأ بالأرقام، فثمة «الخصوصية» التي لا يعرف عنها الخارج شيئا. تقول إحدى الدراسات الخارجية : (كشف تقرير صادر عن برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، يحمل اسم «تقرير الإعلام الاجتماعي العربي»، عن ارتفاع أعداد مرتادي «تويتر» من السعودية إلى 393 ألف مستخدم نشط لهذا العام، إذ كان يبلغ 115 ألف مستخدم نشط لعام 2011م). ورقم «393 ألف مستخدم»، قد يتعامل معه الخارج على أنه دقيق جدا، فيما العارفون بالداخل، سيؤكدون أن هذا الرقم غير صحيح أبدا، ونسبة الخطأ عالية جدا. فمستخدمو «الإنترنت» بالداخل، يعرفون ما الذي يعنيه أحدهم حين يقول : أملك «يوزرات كثيرة»، أي هو قد سجل بالموقع بأسماء عدة، وسيستخدمها في عدة اتجاهات. ثمة ما يسمى ب «يوزر انتحاري»، وهذا المصطلح ابتكر استنادا على مهنة جنود القاعدة الذين يستخدمونهم شيوخهم لتفجير أنفسهم، فهذا «اليوزر» سيستخدم مرة واحدة؛ لعملية انتحارية إما لشتم أو تشويه شخصية عامة. هناك أيضا «يوزرات لتشكيل رأي عام»، وهذه عادة يستخدمها «الأخلاقي» لمحاربة الجديد، لاعتقاده أن هذا الجديد يريد إفسادنا، فيحارب الفساد بالتزوير. كذلك «يوزرات مدح الذات»، وهذه عادة لا تدخل في حروب مع أحد، فقط تستخدم ليمدح الشخص نفسه، فيشكر نفسه على ما كتبه. أذكر «شخصية نتية» وعجائبية بمنتدى «طوى»، ذاك الشخص كان لديه «يوزرات» كثيرة، وكان يكتب بنفسه لنفسه عن نفسه، وكان أغلب من في المنتدى يعرفون هذا، وكان هو يعرف أنهم يعرفون لكنه مستمر. أعود لما بدأت به، لأقول : مثل هذه الدراسات لا يعتد بها ما لم يعرف الخارج الداخل وكيف يفكر؟.