قال الراوي، وهو شهير ومعروف لديكم، في تغريدة موثقة ما يلي: "حدثني رجل تزوجت أخته ليبراليا من أقاربه.. أن أخته تجتمع هي وزوجها ببيت أحدهم.. الرجال وزوجاتهم في مسبح مختلط.. وبعدها سهرة! هكذا يتمنون المجتمع". ولك أن تتخيل الآن أنني أنا أقول ما يلي: "حدثني رجل تزوجت أخته شخصا محافظا وقد فاجأ أهلها وأهله بأنه يأخذها كل ليلة إلى سهرة مفتوحة يختلط فيها الحابل بالنابل". هل ستصدقني أم أنك ستقول هذا كلام فارغ مرجف يراد منه كذبا التقليل من شأن المحافظين والحط من مروءتهم.؟ وهكذا فإن كل كلام مرسل (مركب) مع سبق الإصرار والترصد لا يستفيد منه سوى المتربصين بصفوف المجتمع الشريفة شرا. وهو، أي هذا الكلام، أشبه بمبالغات الصغار الذين يريدون بتركيباتهم الصوتية واللفظية أن يجدوا لهم مكانا بين أولاد الحارة. وقد جربنا في مراهقتنا أن نبلغ أصدقاءنا، متصنعين الجدية الكاملة، أننا عبرنا البحر بالسيارة حيث حققنا بطولة غير مسبوقة. طبعا لم يصدقونا وضحكنا نحن بيننا وبين أنفسنا من كذبتنا الجريئة. الكلمة أمانة في ضمير وعنق قائلها، خاصة إذا كان ناقلها ممن يسمع لهم الملايين من الناس. والجرأة على تصرفات الناس وسلوكياتهم وأخلاقهم، بغض النظر عن وجهة نظرك بهم، تحط من شأنك وتقلل من مصداقيتك في الوقت الذي تظن، أيضا مثل المراهقين، أنها تتقدم بك خطوات على طريق تسيّد الحارة التي تلعب بها بكرات ملتهبة. الليبراليون هم أهلك وإخوانك وأخواتك وأبناء وبنات عمومتك. وهم شربوا من نفس المنبع الذي شربت منه.. الفرق بينك وبينهم أنهم يختلفون معك في بعض الأفكار الحقيقية الجادة التي تسيّر المجتمع. أما سلوك (الدشير) إن وجد فهو يوجد على كل صعيد.. ولا حكم لسلوك (الدشير) على أي طيف، لا المحافظ ولا الليبرالي. كان الله في عون المتلقين لهذه الترهات والتفاهات.