**يا جماعة.. ترى أي جنسية تحمل جوازا مصريا يصل الى أقرب بوابة مطار عندنا نسلخ فروة رأسه، ونلصق فيه تهمة، ونعذبه، ونسجنه. **هكذا يصورنا الإعلام المصري غير النزيه منه هذه الأيام، سجانين متفرغين فقط لجنسية معينة، أكتب بحسرة على حسرة إعلام بعد الثورة، فلقد تعودنا جميعا على إعلام قبل الثورة، فحين تحصل أزمة بين القصر الجمهوري وبين الرياض، وهي أزمات وخلافات تحدث في البيت الواحد، يخرج علينا إعلام أسس على يد المعلم صفوت الشريف ليقذفنا بكل الشتائم الموجودة في اللغة العربية. **هذا عن إعلام ما قبل الثورة، اما إعلام ما بعد الثورة، فأكتب عنه بحسرة، فالصالة التي على يميني تغص بعشرات المحررين والمصححين والفنيين المصريين والسعوديين، والمدرسة التي يتعلم بها ابني تمتلئ بالمصريين بالاساتذة والمشرفين، والمستشفيات على عرض المملكة فيها من الاستشاريين والأطباء والأخصائيين والإداريين الآلاف، وكهذا في القطاع الخاص والقطاع العام وكل بقعة من المملكة يوجد بها أخوه مصريون أشقاء شاركونا في كل شيء وشاركناهم في كل شيء. أعرف ان وقوع ناشط حقوقي وسياسي مثل الجيزاوي في فخ المال الحرام شكل صدمة للمصريين، لكن ذلك ليس مبررا لفتح ملفات من إعلام ما بعد الثورة غير مدعمة بوثائق وكل ما فيها لا يرقى لتاريخ العلاقة والمكتسبات بين الشعبين، واخذ حالات يومية تحدث لمواطنين سعوديين في أقسام الشرطة المصرية وتحدث لمصريين في السعودية وفي كل بلاد العالم بتضخيمها لدرجة الردح الذي لا يفضي لنتيجة. **هذه حقيقة.. تقارب الشعب السعودي مع الشعب المصري، مصاهرة أخوية في الإسلام وفي الإنسانية وفي كل شيء تقريبا ومنذ أعوام طويلة، على سبيل المثال يقيم في جمهورية مصر إقامة دائمة من السعوديين نحو خمسمائة ألف سعودي، غير الطلبة والسياح المترددين عليها، وفي المملكة يعيش نحو اكثر من مليون مصري، فيما حركة النقل من طائرات وسفن تزيد عاما بعد آخر في تنقل أفراد الشعبين، وجاحد من ينكر ذلك. **أعود الى إعلام ما بعد الثورة، وكنت أعتقد بعقله ألا ينزلق على قضية تهريب «تعتبر جريمة» تجرى في كل مطارات العالم ومن بينها مطارات مصر، ليشن حملة بغيضة لم تختلف عن مثيلاتها من حملات ما قبل الثورة، كنت أعتقد بإعلام شارك في ثورة أن يكون بمستوى وعي الثورة، وليس الحسابات العاطفية السريعة وغير الموثقة. **وما أحزنني أيضا أن كبرى شركات الإنتاج الفضائي عندنا، شركات الهاتف، وبعض شركات القطاع الخاص وبعض الوزارات الهامة لدينا لديها حملات إعلانية ضخمة مدفوعة لبعض المواقع الالكترونية المصرية، الصحف، الفضائيات، التي تنمي الكراهية بين الشعبين في نشر القذف والشتائم على المملكة وشعبها. **اعرف ان وقوع ناشط حقوقي وسياسي مثل الجيزاوي في فخ المال الحرام شكل صدمة للمصريين، لكن ذلك ليس مبررا لفتح ملفات من إعلام ما بعد الثورة غير مدعمة بوثائق وكل ما فيها لا يرقى لتاريخ العلاقة والمكتسبات بين الشعبين، وأخذ حالات يومية تحدث لمواطنين سعوديين في أقسام الشرطة المصرية وتحدث لمصريين في السعودية وفي كل بلاد العالم بتضخيمها لدرجة الردح الذي لا يفضي لنتيجة. **ليس ذنب دول المنطقة أنها تمتلك نفطا، وليس شرطا ان النفط مرتبط بالتخلف، وللعقلاء أقول ذلك في إعلام مصر ما بعد الثورة، الحياة والمستقبل وليس للدفاع عن مهرب او شاذ لا يمثل شعب مصر الشريف.