الأحداث المتسارعة في المنطقة العربية ومنطقه الخليج الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع ، كانت ملتهبة كعادتها منذ أن بدأت رياح التغيير في بعض العواصم العربية، إلا أن دخول إيران على الخط كعادتها في كل حدث وفي كل شأن خليجي هو الشيء الذي يجب الوقوف عليها. ليس ما تعمله إيران هو ما يجب أن نقف عنده، فقد تعودنا على الجارة التي لم تكبر بعد في مفاهيمها ونوعية حراكها الذي يجب أن يكون متناغما مع المحيط الدولي ذلك، ليس إيران الدولة هي ما يجب الوقوف عنده ، بل الوقوف على من يتبنى صوتها داخل المجتمع المدني الخليجي، وبعض أو قليل من الدوائر الرسمية في محيط السياسة الخليجية. ليس ذلك فقط، بل الإعلام ، جيش المحطات أو الأبواق المدفوعة لصالحها وبعض المحطات الأجنبية المشبوهة التي صورت أحداث المنامة بطريقة مخجلة وطريفة في نفس الوقت لإعطاء صورة قاتمة عن مستقبل دولة مثل البحرين بوعيها ووعي رجالها وقادتها الذين يعرفون أن الحل داخليٌ وليس بتشويش إعلام إيران وكوكبة في الجنوب اللبناني وغيره من فضاء الإعلام الفسيح. وربما نعذر من كان فارسيا ويحلم بالحلم الفارسي الكبير الذي لم يتحقق من ثلاثين عاما، وربما نعذر من كان يرى أن الحكم الإيراني قادر على إدخال الشعب الإيراني إلى حلم الاقتصاد الفاخر وتصدير الفستق الفاخر وإخراجه من أزماته المعيشية اليومية، إلا أننا وبالتأكيد لا نعذر تلك الأصوات التي تنتمي إلى العروبة، وتتمتع بجنسيات المنطقة وتنعم وتغنم من خيراتها. لقد جاءت زيارة الرئيس الإيراني إلى جزيره أبوموسى، لتؤكد غطرسة الحكم في البيت الإيراني ، شأنها شأن التدخل في شؤون دول المنطقة، شأنها شأن شبكات التجسس التي تقام تحت ذريعة الشركات الإيرانية العاملة في المنطقة، شأنها شأن إثارتها للمشاكل في موسم الحج، أي إن شأنها استفزازي ينسف مع دولة الإمارات الإطار القانوني مثل زيارة الرئيس الإيراني، أو الاتفاقيات التي بنيت مع الحكومات الماضية. أعود إلى الأصوات التي بيننا في دول المنطقة، عليها « الله لايهينها» تسلم هوية البلد لأصحابه، وأخذ أول طائرة أو قارب إلى الضفة الأخرى.. ترتاح وتريّح وتعيش كما أرادت فالازدواج بالمواطنة غير مقبول إطلاقا.