بهاتين الكلمتين، اختصر تنظيم القاعدة علاقته بالإسلام والمسلمين، فبعد نحو عقد على أكبر عمليات إرهابية يقوم بها التنظيم، وأعني هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، لا يزال التنظيم مستمرا في استراتيجيته المعتمدة على القتل والإرهاب أولا وثانيا وثالثا، حتى ولو كان هذا القتل موجها لمسلمين أبرياء، أو معاهدين أو مستأمنين، وما تهديد المطلوب الأمني مشعل الشدوخي، في اتصاله الهاتفي أمس بالسفير السعودي في صنعاء وإعلان ""القاعدة"" المسؤولية عن اختطاف نائب القنصل عبد الله محمد الخالدي، إلا تأكيد أن هذا التنظيم مستمر في استراتيجيته دون تغيير، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولاً، وانظروا كيف نقل الشدوخي رسالة التهديد بقتل الخالدي أعاده الله سالما عندما قال وبكل إجرام وصفاقة: ""والله العظيم من أول ما اختطف الخالدي وهم (أعضاء التنظيم) يقولون جهزوا السكين"". بئسا لمن يزعم الارتباط بالإسلام وهو يهدد بقتل الأبرياء، أيضا باسم الإسلام. وزارة الداخلية السعودية استطاعت في السنوات الأخيرة قصقصة أجنحة التنظيم، ما دفعه لأن يفرّ مذموما مدحورا، مستفيدا من الفوضى التي يعيشها اليمن، ف ""القاعدة"" غادرت المملكة بلا عودة، لكنها اختارت أن تكون قريبة من الأراضي السعودية وفي الوقت نفسه بعيدة عن قبضة رجال الأمن السعوديين، وها هي الآن تستنفر جهودها، بعدما وجدت موطئ قدم في اليمن تنطلق منه لمواجهة السعودية والولايات المتحدةالأمريكية، خاصة بعد سيطرة التنظيم على مدينة جعار وإعلانها ""إمارة إسلامية""، وهو ما وضح بشكل جلي والشدوخي يطلب من السفير السعودي في اليمن إرسال مندوب لهم في جعار، بشكل مكشوف ورغم أنف الأجهزة الأمنية اليمنية التي تتفرج على ""احتلال"" التنظيم جزءا من بلادها، وحقيقة أن السلطات هناك لا تلام في ذلك، فالشق الإرهابي أكبر من الراقع اليمني، وبينما دول الخليج أنهت بنجاح المبادرة اليمنية، فإنها لم تواصل هذا النجاح بدعم الشق الأمني الذي يعاني الأمرين، سواء من تغلغل القاعدة أو عودة الحوثيين للواجهة، وكلاهما يعتبر السعودية هدفه الأول. بقي الدور على الأسماء التي طالبت ""القاعدة"" بإخراجهم من السجون ونقلهم لليمن، فهذه الأسماء، أو بعض منها على الأقل، يجب أن يكون لها موقف من البراءة من الارتباط بالتنظيم الإرهابي، أو التصريح بأنها فعلاً منضوية تحت لوائه، فمثل هذا الإعلان يجب أن يكون واضحا حتى يعرف المجتمع السعودي مَن مَع مَن ومن ضد مَن، ولا ننسى هنا أن شريحة من السعوديين تجزم بعدم وجود أي ارتباط بين تلك الأسماء وبين التنظيم، لذا فإن زج ""القاعدة"" بأسمائهم والمطالبة بإطلاق سراحهم ونقلهم لليمن، لا يعني إلا شيئا واحدا، وهو ارتباطهم فعليا بالتنظيم الإرهابي، طالما لم يصدر نفي واضح للعلاقة بينهم وبين ""القاعدة"". الإرهابيون لن يتوقفوا عن محاولة ضرب المصالح السعودية أينما استطاعوا ذلك، ودون المضي في دحر فكر ""القاعدة""، شعبيا ورسميا، فإنه سيبقى ينبض بالحياة، حتى وهو على وشك الموت.