أعلن مصدر مسؤول في جامعة الإمام محمد بن سعود عن حصول 400 دارسة على الماجستير في مجال الحسبة بالإضافة إلى حصول 50 دارسة على الدكتوراة , أي هناك 450 رسالة مابين ماجستير ودكتوراة في مجال الحسبة قد أعدتها نساء , أي لدينا الآن مايوازي 450 محتسبة متبحرة أصولياً وشرعياً في مجال الحسبة.. وأعتقد أن هذا العدد كاف لأن تدخل المرأة كشريك فاعل في مؤسسات الحسبة , لأنه لو قيل لي إن 90% من أنشطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متعلقة بالنساء فلن أستغرب هذه الإحصائية , فالمرأة تمثل الهدف الأول على لائحة البرامج الحسبوية في الهيئة , فهناك مايتعلق برداء المرأة , وسائق المرأة , وسوق المرأة , ومدخل النساء, ومطعم النساء, ومقلط الحريم , وحوش الحريم , ومحرم المرأة , وثوب المرأة , وعطر المرأة , وحيز المرأة , وسحر المرأة , وغواية المرأة ... وعلى اعتبار أن 90% من الأنشطة والبرامج تدور حول النساء , والعشرة % الباقية يتوازعها المحتسبون مابين إقفال المحلات للصلاة، ومعرض الكتاب . ولكن مع دخول النساء مجال الحسبة ستتوازن كفتا الميزان قليلا.. ومع دخول المرأة إلى مجال الحسبة أيضا سيحدث هناك تغيير بمفهوم الحسبة , فبعد أن كانت المرأة هدفا أوليا في جولات القنص , سيصبح بوسعها الآن أن تشارك هي بذاتها في رحلات الصيد وجولات الاحتساب , ومن بعد أن كانت قابعة منكسة تخضع للوصاية , ها هي اليوم تنهض وتهرع إلى الميدان . ولكن السؤال ما الأدوار التي ستقوم بها : هل هي أدوار السكرتاريا التنفيذية في الكواليس كدأب جميع المؤسسات لدينا التي تتقهقر بها النساء إلى الخلف , وحتى لو كان اسم المؤسسة مثلا وزارة تربية وتعليم البنات , أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بحيث يقضون بالأمر عنها وهي غافلة تشغل حيزا صوريا فوق مكتبها , ويسقط في حسابها البنكي كل شهر ثمن بخس دريهمات معدودة أم أنها ستنزل ميدانيا حيث المحك الحقيقي وحيث الابتلاء والثبات أمام المواجهة الحقيقية ؟ فإذا نزلت ميدانياً من سيقلها إلى الميادين هل هو زوجها أو محرمها , ولا أعتقد أن للرجل الشرقي ذلك الجلَد أن يتقافز و(يطامر) بنسائه من سوق إلى مهرجان، ومن دكان إلى مول , أم سيكون هناك مجموعة نساء محتسبات يركبن مع السائق الأجنبي فتنتفي شروط الخلوة .. وتصبح اختلاطا لا خلوة ؟! والاختلاط قد تفاوت العلماء في تحريمه وتحليله , لذا هو يقع في تلك المنطقة الغامضة ما بين اليأس والرجاء , وإن كانت هذه الأيام إحدى المحتسبات المعروفة بصدعها بالحق والانقضاض على المنكر بشراسة , قد أشهرت سيفها عبر تويتر على الاختلاط وقالت (أنا أوريك فيهم) فاحذروا يا قوم هاهي قادمة ووعثاء غبارها يسد الأفق . ولكن بالتأكيد المحتسبات الجدد لن يكون لهن علاقة بالكر والفر وفارسات الوغى وغبار المعارك , فهن سيكنّ أكاديميات راقيات خارجات من وعي جديد , بالاضافة إلى أن هناك زمنا مختلفا داخل الهيئة ولكل زمان دولة ورجال. أيضا بما أن منع المرأة من قيادة السيارة جاء من باب سد الذرائع ودفع الشبهات , فبالتالي لابد أن المحتسبات أنفسهن قد بلغن منزلة من الوقار والوعي التي تجعلهن مؤهلات لقيادة السيارة وفوق المغامز والشبهات , على اعتبار أن جدتهن الشفاء العدوية قد أوكل لها عمر بن الخطاب رضي الله عنه حسبة المدينةالمنورة تقوم على شؤونها وشجونها , وبالتالي فهن يستحققن ليس جمساً للهيئة بل لربما (أسكاليد) موديل 2012 , فهو سيليق بحفيدات الشفاء العدوية . ستكون خطوة جبارة في تاريخ الهيئة إشراك المرأة في فريق الحسبة , ومن هنا ستتغير حتما الصورة الذهنية عن النساء داخل نفس من يخطط للهيئة استراتيجيتها ويكتب برامجها , فبدلا من أن تكون النساء هدفا دائما وعلى قائمة الأولويات , ستكون رفيقة وشريكة .. وجزءاً من المشروع..