حرية المرأة في امتلاك حياتها باتت محور مجتمع بأكمله وكأنما الأرض على اتساعها خلقت لكائن وحيد، والحرية في امتلاك أبسط تفاصيل الحياة باتت خروجا عن الطبيعة. نتيجة لهذا لم يكن بمستغرب كل الضجيج الذي يدور حول مشاركة نساء سعوديات في الأولمبياد أو عدمها ببساطة لأنهن يمثلن النوع "الأنثى" التي منذ أن فتحت عيناها على الحياة ولها خطة حياة مرسومة وجاهزة وكل ما عليها هو الامتثال لها. نعم هناك منع لهذه الممارسة أو تلك ولكن قرار السماح بمشاركة المرأة في الأولمبياد كان حكيما وله ما بعده، لما له من تأثير على مشاركتنا الدولية في الأولمبياد، كما أن مشاركة عدد من الفتيات لا تعني الزج بكل نساء وبنات السعودية في الأولمبياد. هناك من يمثل البقية وبإرادته كما ستمثل المرأة السعودية "ريم عبدالله" التي سوف تحمل شعلة الأولمبياد، وهذا أيضا لا يعني أن كل النساء السعوديات ارتدين ملابس الرياضة وانطلقن في ساحة الأولمبياد كما لا يجب أن نقف عند مخاوف هل سترتدي الحجاب حسب الشريعة أم حسب قوانين الأولمبياد الدولية فلماذا الاعتراض والرفض؟. إن أي محاولة لتبرير عدم وجودهن بالمشاركة الأولمبية ستكون غير مبررة أو مقبولة من المجتمع الدولي الذي لا يتفهم كثيرا المعاني البعيدة والدقيقة في "خصوصيتنا"، وما قامت به السعودية من الموافقة على مشاركة المرأة في الأولمبياد ليس بضار البقية فهو مجرد تمثيل لفئة من المجتمع هم "النساء حيث إن اللجنة الأولمبية قد استبعدت بعض البلدان من المشاركة بسبب تمييزهم إما ضد النساء، وإما ضد السود كما حدث مع جنوب أفريقيا، وأفغانستان ولا يجب أن نكون بهذا النحو. إن اللجنة الأولمبية الدولية أيضاً ترى في التأكيد على عدم التمييز ضد أي فئة حماية للقيم الأولمبية الواردة في الميثاق الأولمبي. أحد "المبادئ الأساسية للأولمبياد" هو "عدم التمييز من أي نوع" ويشمل ذلك التمييز ضد المرأة. في نهاية الأمر، نأمل من هذا التمثيل للمرأة ألا يتوقف عند حدود المشاركة، بل إن هناك اليوم حاجة لخطة أكثر منهجية بكثير. مثل إضافة التربية البدنية للفتيات في المدارس، إذ إنه لا تتلقى الفتيات – على النقيض من الذكور– أي تربية بدنية في المدارس الحكومية، وليس فيها برامج حكومية لدعم لاعبات الرياضة المحترفات ووجود الكثير من المعوقات التي تحول دون ممارستهن الرياضة لتحسين صحتهن أو لعب الرياضات الجماعية على سبيل التسلية. لا توجد أندية رياضية للمرأة، وحتى صالات الرياضة تتنكر تحت مسمى "الأندية الصحية"، وتكون ملحقة في العادة بالمستشفيات، كما لا أنسى أن أشير إلى ضرورة سن قوانين تحمي المشاركات في التمثيل الخارجي من أن تُمس كرامتهن وينال منهن بالقذف والشتم.