بالتأكيد لست بريئا في جمع هذا العنوان، في جملة واحدة، لكني ببراءة وجدتهم في كيس أو إيميل واحد، وكم رغبت أن أضيف لهم محمد مراح وجرائمه في تولوز الفرنسية، أو بالهجمة المضرية على كل الفنون وما يطلع من جمال من مصر إلى الكويت، أو الحرب الضروس ضد ملتقى النهضة (حيث يتداعى -ساخرا- نادي النهضة بالخبر مع عصر التنوير في أوروبا) كما يمكن أن أجاور العنوان بالمتحاورين في قنوات الفضاء التي تناقش قضايا المذاهب واختلافات أهل الدين الواحد، فكلما وصلني رابط لموضوع عن اختلافات المذاهب في الإسلام، نأيت بنفسي عن الخوض في راكد، وترفعت عن استدراجي، منكسا في المازوشية (أي التلذذ بجلد الذات، في أبسط تفسير)، وبالتأكيد لن أعوضها – دفاعا – بالسادية (التلذذ بالتعنف على الآخرين) كي أرتاح وأنسب هذه النصال التي تأكل من لحمنا، إنها نصال مؤامرة خارجية. المرة الأولى التي سمعت فيها بكلمة سروري، وكان منذ عدد هين من السنوات، تفكرت به منطلقا من «السرور»، وتخيلته مشتقا أوعائدا إلى البهجة، فإذا به العكس تماما، سرورية منافية لكل فرح، وهي تسمية عائدة على اسم كائن لا يمت لاسمه بصلة ويمكن القول أنه بصلة الكآبة. أما مصطلح جامي، فأخذته على محمل الجد، أول الأمر، لأنه وكما قيل «المؤمنون حلويون» وكل درايتي أن الجامية تعود إلى المربي الذي تغلب عليه تسمية جام بالإنجليزية. على الأرجح أني شطحت ولكن يقينا يتعهد شكي ويحاصر أحلامي بأن التدين كما عهدناه في آبائنا وأمهاتنا: يرقق القلب، يسمو بالخلق، يهذب المعاملة، ويبقي على شمعة الحب. لكن محاولاتي في إشفاء الأمل، لم تنجح، بل ولن تنجح إن استمر التعويل على التدين أن يلعب أدوارا ليست لائقة ليلبسها، أن يحث الشعور الديني كي يتشيأ، ويتحول إلى دور اجتماعي، قناع بين الشخص والآخرين، على عكس دوره الأساس، الفردي المحض، مرآة العاشق وربه. كلما اشتد بنا الخوف لذنا بمتراس، فمرة نصنعه، ومرة نستنجد بجاهز، ومرة أخرى ندعو متراسا خرافيا، ألا هو متراس الحقيقة المطلقة، لكننا لم نتنبه يوما إلى أن أشد ما يخيفنا إنما هو نابع منا، وليس من مصدر خارج عنا، فالشك يولد ويبني ساحاته، منذ الكلمة الأولى، لكن العاقل يؤسس إلى نص مواز، يبحث عن خيالات. أما ارتباط «باكو حرام» بما ذكر أعلاه، فهي معنى التسمية – بدءا – حيث تعتبر: جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد، في نيجيريا (!) وألتفت متفحصا فأجدها: «التعليم الغربي حرام» وهي الترجمة الهمجية في التعبير عن الكراهية – وما أشبه الاسم بما نراه بيننا. بائعو الوهم، كارهو الحياة، الداعون إلى الكراهية، هم بارود الطلقة التي ستردي الجسد، وتمتص دمه. ما فعله الشاب محمد مراح في تولوز الفرنسية (وقبله شبابنا في مختلف المدن) لم يكن إلا إصبع الزناد، أما الإرهابي الأخطر، فهو المحرض على الكراهية وصائغ الشباب؛ قنابل موقوتة.