في شهر رمضان من عام 1422ه الموافق نوفمبر 2001م حيث حرب أفغانستان ملتهبة أعلن السفير الإيطالي (توركواتي كارديلي) في الرياض إسلامه بدون فزع أو طمع. والسؤال: ما الذي يجذب هؤلاء لاعتناق الإسلام؟ حتى نعرف الجواب يجب إجراء إحصائية عن هذه الحالات، كما يجب وضع أهم الأسباب التي تدفع إنسانا ما لتغيير دينه بالكامل. نحن نعرف اليوم أن هناك جمعية نساء مسلمات ألمانيات باسم أخوات محمد تضم خمسين ألف امرأة ألمانية..ويقول عالم النفس (هادفيلد) أن أعظم أمرين يمكن أن يحدثان في حياة الإنسان: هما تحرره من عقدة نفسية أو تغييره لدينه. وهو يسمي تلك التحولات النفسية أيضاً الميلاد الجديد. نحن نرحب عادة بمن يترك النصرانية ويعتنق الإسلام. ولكن السؤال المزلزل والذي نتناوله بحرج كبير هو أن العكس لا يمكن أن نتحدث به وهو يحدث أحياناً. فقد تحول أناس في إندونيسيا وإفريقيا من الإسلام إلى المسيحية. وجاء في كتاب (التبشير والاستعمار) أن خطة الكنيسة كانت أقرب إلى تفريغ المسلمين من إسلامهم قبل عملية تحويلهم إلى المسيحية. وتبقى عملية قلب المسلم الواعي عن دينه إلى المسيحية عملية نادرة. كما أن تحول اليهود إلى الإسلام يبقى محدودا جداً. وجاء في الحديث أنه لو آمن بي عشرة من اليهود لآمنت يهود. ويعقب شرَّاح الحديث أن المقصود بلفظ عشرة التقليل أكثر من كونه عشرة تحديدا إذ قد أسلم أكثر من عشرة. ومن أهم اليهود الذين أسلموا النمساوي (ليوبولد فايس) الذي زار الجزيرة العربية وكتب كتابه المشهور (الطريق إلى مكة) وهو من أجمل الكتب التي يصف فيها افتتانه بالشرق وكيف أسلم. كما جاء في قناة الديسكفري أن أكثر من عشرين ألفاً من الأمريكيين يتحولون إلى الإسلام سنوياً. والذي يجذبهم ولا شك سر خاص فما هو يا ترى؟ عندما قرأت كتاب (الصراع من أجل الإيمان) لمؤلفه (جيفري لانج) يدل على أن أهم ما يؤثر في الناس حتى يعتنقوا الإسلام هو دخولهم في حالة نفسية صعبة وتساؤلات محرجة ثم يحدث أن يقع في أيديهم القرآن الكريم فيترك عندهم انطباعاً مزلزلاً. يقول جيفري لانج:» كلما أتيت إلى القرآن أشعر أنني أمام عالم نفس يحللني ببراعة ويدخل إلى أعماق نفسي فيعريها وأنكشف أمامه بدون حجب».