الزمن يتغير والتقنية تركض، في المنشآت الحكومية والخاصة لم يعد الأمر كافياً حتى تتشكل إدارات (تقنية معلومات IT ) فقط، هذه دورها يرتبط بالموظفين وشبكتهم الداخلية والأجهزة وهمومها، في الوقت الحالي وقت النت ووقت الشبكات الاجتماعية المتنوعة والتغيرات الرهيبة التي لاتساعد من اعتاد (العمل البيروقراطي ذي الرتم الهادئ)، فأضحت الحاجة ملحة لتشكيل أقسام أو إدارات تعنى بالإعلام الإلكتروني أو الإعلام الجديد بشتى صنوفه. غير أن الفارق هنا معرفة وتقييم السوق الإلكتروني، الذي يتشكل في الغالب من الشباب وبالتالي طرق الوصول إليهم تحتاج إلى آليات مختلفة عن الأساليب التوعوية المعتادة سابقاً (مثل طباعة البروشورات والدوريات وغيرها)، ولا يمكن بأي حال تقبل موقع إلكتروني يتضمن كلمة المدير .. هذه مقبولة في مجلة مطبوعة لكن في موقع إلكتروني ستبدو مضحكة جداً. ما أود أن أصل إليه أن تشكيل هذه الإدارات يجب أن يكون معتمدا على الشباب أولاً وأخيراً فهم من يخوض معترك المواقع الإلكترونية ويعرفون أسرار شبكاتها الاجتماعية وطرق الوصول بأسهل الطرق، كما يعرفون كيف يقدمون (بضاعتهم) بطريقة عصرية حديثة. ومن يتأمل (تويتر) مثالاً سيجد أن هناك قطاعات حكومية وخاصة برعت في تغيير صورتها العامة لدى الآخرين بفضل إنشاء مثل تلك الإدارات واستغلت كل الوسائل الإلكترونية للتواصل مع عملائها وكسب رضاهم وكان بودي أن استعرض عدداً من التجارب في هذا الجانب لكني تراجعت حتى لا تتغير الفكرة العامة من موضوع نقدي إلى موضوع (مديح). للأسف أن كثيرا من القطاعات تكتفي بموقع إلكتروني جامد خال من أي طرق تواصل وبإمكان القارئ اختبار أي جهة من خلال ارسال ايميل يحوي استفساراً لا يتجاوز سطراً واحداً .. في الغالب لن يحظً بأي رد. امنحوا الشباب فرصة وسيذهلوكم بما يقدمونه، وتذكروا أن قطار التقنية سريع جداً وإدراك موجته حتى ولو في وقت متأخر أمر حتمي (أن تصل متأخراً خير لك من أن لا تصل أبداً) .