معارض الكتاب في دول الخليج والعالم تحتفي بها الأوساط الثقافية والعلمية بفعاليات ثقافية تليق بالمناسبة، بما يُعبّر عن حالة الوعي التي يعيشها مواطنو تلك الدول، ويعبّرون عنها بهذه الحفاوة، التي تجعلهم يستقبلون ضيوف تلك المعارض بالورود، وهي حالة تلقائية فأينما حلت الثقافة وأينما أشعلت قناديل المعرفة، وأينما نبتت سنابل الفنون والعلوم، ستقابل بالفرح المعبّر عن مشاعر الحفاوة بالثقافة على تعدّد أصولها وفروعها. وحدنا نستقبل معرض الكتاب بالحجارة.. نحيل أرضه إلى ساحة لحروب غير متكافئة، سلاحها الإقصاء والمنع والرفض لكل ما يتعارض مع قناعاتنا الشخصية، ويتقاطع مع ما نؤمن به من رواسب الاجتهادات القطعية التي لا تعترف بغيرها، ولا تحاول محاورته للإقناع أو الاقتناع وبالوسائل الحضارية، وهي مقابلة الحُجة بالحُجة وليس بالعصا، ومناقشة المخالف بالحكمة وليس التهويش، فالفكر لا يعامل إلا بالفكر، وليس بالأحكام المسبقة والوصاية على الناس، وإيذائهم والتشكيك في عقيدتهم وإخراجهم من الملة، فأين ذلك من الحكمة والموعظة الحسنة. وحدنا نستقبل معرض الكتاب بالحجارة.. نُحيل أرضه إلى ساحة لحروب غير متكافئة، سلاحها الإقصاء والمنع والرفض لكل ما يتعارض مع قناعاتنا الشخصية، ويتقاطع مع ما نؤمن به من رواسب الاجتهادات القطعية التي لا تعترف بغيرها، ولا تحاول محاورته للإقناع أو الاقتناع وبالوسائل الحضارية. معرض الكتاب تشرف عليه إحدى وزارات الدولة، ولا مجال للتشكيك في وطنية وإخلاص المشرفين على المعرض، وثمة وسائل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبر القنوات الرسمية، وليس من بينها التدخّل فيما يريد الإنسان وما لا يريد من وسائل التثقيف ووسائط المعرفة، والذين يشحذون أسنّة رماح التدخّل في شؤون المعرض، هم ليسوا أكثر حرصًا من غيرهم على الدين والمجتمع والوطن، وليسوا أكثر غيرة على الأخلاق والسلوك المستقيم.. من المسؤولين الذين تتم تحت مظلتهم كل أعمال المعرض وبإشرافهم المباشر، فما الذي يريده هؤلاء المتطرفون فكرًا وسلوكًا غير إثارة زوابع الاختلافات المسيئة للبلاد والعباد، وما أثير في الدورات السابقة لمعرض الكتاب يدلُّ على تصاعد نفوذ المهرولين للقمع والإقصاء والتدخُّل في شؤون الناس دون وجه حق، مما يعني ضرورة التدخُّل لمنع هذا النفوذ المتنامي والذي لا يبشّر بالخير، ولدينا من اجتهادات علمائنا الأفاضل ما يدرأ عنا مظنة السوء بإذن الله، ولا يسيء إلى سمعة بلادنا لدى ضيوف المعرض من الإخوة العرب والأصدقاء الأجانب، من أصحاب دور النشر أو المشاركين في الفعاليات الثقافية المصاحبة لأعمال المعرض، أما ما يقوم به المتشدّدون من اعتراض وإرباك وتدخُّل في شؤون الناس.. فهو نوع من الشغب الذي يستوجب المنع، حفاظًا على تسيير نشاط المعرض وأعماله بشكل مشرّف، وليس من الحكمة أن تهدم جهة ما مهما كان نفوذها.. ما تبنيه إحدى وزارات الدولة، وهذا ما يحدث عندما تتعرّض جهود وزارة الثقافة والإعلام للهدم والتشويه من قبل أناس سلاحهم الرفض والتشكيك والإصرار على أنهم وحدهم من يملك حقيقة الدين والدنيا. المعرض متاح للجميع، وفيه من التنوُّع ما يسمح بعرض كل الأفكار والمواقف، ولكن من خلال الكتاب، وليس من خلال الرفض والعنف في التعامل مع الكتاب، والله الهادي إلى سواء السبيل.