القطيف واحدة من حبات عقد الألماس التي ينتظم من خلالها هذا الوطن الشامخ. وواحة القطيف، خط لا يزايد على وطنيتها وأهميتها أحد. هي مثل كل مناطقنا الحبيبة كانت ولا تزال تمثل أولوية في الاهتمام لدى القيادة ولدى كل مواطن مخلص. ولعل شاعرنا المبدع غازي القصيبي يلخص هذا التناغم بين حبات عقدنا الوطني في قصيدته: أجل نحن الحجاز ونحن نجد. وهو في استحضاره لحبات عقد الوطن، وألوان طيفه يقول: ونحن الشاطيْ الشرقي بحر/ وأصداف وأسياف وحشد. هذه مقدمة لا بد من استحضارها، ونحن نتلقى الأخبار حول حدث أو أكثر شهدتها القطيف، ويحاول المتربصون عبثا إخراج هذه الأخبار من سياقها، وصياغة سيناريوهات لا يمكن لعاقل أن يستسيغها. إن عملية الشحن التي يتوسل بها البعض، بغية إحداث نوع من المحاكاة لما يجري من حولنا، فيه جور لا يليق على الحقائق الموجودة على أرض الواقع. ولقد رأينا العقلاء وهم الغالبية – يقفون عند هذه الأحداث، موقفا حصيفا، فالتنمية المتوازنة التي أعاد رسم استراتيجيتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، سعت إلى مصافحة كل مواطن، سواء كان هذا المواطن في أقصى قرية في الجنوب السعودي أو الشرق أو الشمال أو الغرب. هذه الخطوات التنموية وهي تشق طريقها أخذت في اعتباراتها مسارات عدة شملت موضوعات البطالة وإطلاق المشروعات الضرورية وتحقيق التوزيع العادل لهذه المشروعات في مختلف المناطق. وقد بدأت ثمار هذه الاستراتيجية في الظهور تباعا. لا أحد يرغب حتما في أن تتوقف هذه المسيرة، سوى شخص متربص يريد أن يختلق الإشكالات، لأنه يستثمر هذه الإشكالات في الترويج لأفكار لا تنمو في بيئة آمنة ومستقرة. ومن هنا فإن رهان الاستقرار يتركز في أن تغدو حبات هذا العقد الوطني متسقة، غير قابلة للتأثر بالطروحات المتشنجة، التي يتم تسويغها وتزيينها في عقول الشباب من خلال وسائط الاتصال الحديثة. إن الحس الوطني هو الحصن الذي يمكن من خلاله الالتفات للمنجز التنموي الشامل، والإسهام في الإضافة إليه بشكل إيجابي. بعيدا عن الأصوات النشاز التي تتطلع للهدم لا للبناء.