خلف الحربي - عكاظ السعودية فكرت اليوم في البحث عن متطوعين كي يعملوا في سنترال هيئة الفساد، فحالات الفساد التي يود المواطنون الإبلاغ عنها كثيرة ولكن هواتف هيئة مكافحة الفساد ترن في كل وقت دون مجيب! فزميلنا في «عكاظ» علي العمري قرأ إعلان هيئة الفساد المتعلق بالإبلاغ عن حالات الفساد في مشاريع الطرق فاتصل على الرقم الموجود في الإعلان كي يبلغ عن الحفر التي حولت السيارات الجديدة إلى عربات خضار ولكنه لم يجد جوابا فأحال الرقم إلي قائلا: «جرب بنفسك»! ولا أظن أنني لو وجدت من يجيب على اتصالي سوف أنقل للهيئة شكوى الزميل من الحفر لأنها مجرد حبة رمل صغيرة في صحراء شاسعة، لذلك أفضل أن أنقل لهم شكوك أحد المواطنين حول بعض أسماء المتقدمين والمتقدمات إلى برنامج حافز والتي أظهر النظام أنهم طلبة منتظمون في هذه الجامعات حتى أحضروا أوراقا تثبت عكس ذلك، وقد قامت هذه الجامعات بتصحيح وضعهم بعد شكواهم، فهذا المواطن يشك (وأقول يشك) بأن بعض العاملين في الجامعات كانوا يستفيدون من المكافأة الشهرية المخصصة لهذه الأسماء طوال الفترة التي سبقت التسجيل في برنامج حافز ويقترح على الهيئة الموقرة التحقيق في هذا الملف. ثمة مواطن آخر لديه تذكرة على درجة رجال الأعمال فذهب إلى الصالة المخصصة لذلك في إحدى المطارات المحلية ولكنه وجد عند المدخل موظفا يطلب منه دفع 50 ريالا مقابل دخول الصالة ولكن صاحبنا رفض لأن كل ما سيتناوله داخل الصالة من شاي وقهوة وساندويتشات لن تصل قيمته إلى 50 ريالا ناهيك عن كون الاستراحة في هذه الصالة من أبسط التسهيلات الموجودة في تذكرة سفره! وثمة مواطن ثالث يشتكي من تذاكر السفر المخصصة للمبتعثين ومن يرافقهم، حيث تم تخصيص وكالة واحدة للسفر كي تتولى إصدار التذاكر وتختار شركة الطيران التي تريد، فهو يرى أن هذه التذاكر حكومية ويفترض أن تكون التذاكر عبر الناقل الوطني، وحتى لو كان نظام جديد للسفر عبر مختلف شركات الطيران فإنه لا يفهم سياسة الاحتكار المتمثلة في اختيار وكالة واحدة للسفريات كي تتولى شؤون المبتعثين! أعرف أن قضايا الفساد أكبر بكثير من حفرة في الطريق أو مكافأة جامعية أو أتاوة 50 ريالا في مطار محلي ولكن هيئة مكافحة الفساد اختارت هذا الطريق الهين اللين من خلال إعلاناتها حول الإبلاغ عن حفر الطريق وتصديها لبعض الحفر الصغيرة هنا وهناك، وأظن أن قسما لا بأس به من المواطنين يتبعون نظرية «العوض ولا القطيعة» ويتمنون لو أن الهيئة استقبلت حقا شكاواهم، ونتمنى من معالي رئيس هيئة الفساد أن يوجه اهتمامه خلال هذين اليومين لسنترال هيئة الفساد فعدم الرد على اتصالات المواطنين هو أول أشكال البيروقراطية والفساد!