أسماء المحمد - عكاظ السعودية لن يكون «التراشق الماريوتي» آخر الهراء الذي تتجاذبه أطراف في مجتمعنا لا تحتمل ابتعاد الأضواء عنها إلى عالم التنمية وهمومه. **لأن الأنثى السعودية..قدرها أن تجسد قضاياها أسخن الملفات في حياتنا العامة ولأن التخلص من النظرة الدونية للمرأة تحد كبير لا يقدم له أهل الثقافة والدين مشروعا يذكر ولن يتمكنوا بدون تخطي ذواتهم المتضخمة. ** لا يتورع بعض المحسوبين على الصفوة والنخبة عن طرح ذواتهم ومشارط الوصاية تفوح منها روائح استشعار الفوقية وامتلاك مزايا ومقومات تتيح لهم فرص التحدث عن إبداع وإنتاج وعن قضايا المرأة (بالإنابة وحس الوكالة الشهير) من منطلقات تحط من قدرها، وقد طفا ذلك من وجدانهم على السطح أثناء التراشق الماريوتي..! **على سبيل المثال في مستوى القصة والرواية بثت فضائية برنامجين مع اثنين من (الصفوة..!!) في حلقتين منفصلتين تحدثا عن دراسات تتعلق بإبداع المرأة القصصي والروائي «كله لم ينضج بعد» وحسب معاييرهم التي لا نعرفها، فالمرأة كائن لا يبدع، وإن أبدع ينقصه النضج.. بين أحاديثهم التي تخرج المفردات بنكهة الذكورة وفوقيتها، بدلا من التناول المتجرد وتحرير الشرط الفني للمنتج.. إلخ، يتم النيل منها بازدراء وفوقية وصولا إلى نوع الجنس «المؤنث» رغم أهمية اعتباره في الناتج الإجمالي للقيمة الأدبية المضافة إبداع (وطني سعودي). ** نخلص إلى أن غالبية المتراشقين يقدمون طرحا (يعتبره بعضهم رؤية نقدية)، رسالته ناتجة من استشعار النقص أمام حضور وكينونة المؤنث، خاصة بحصول المرأة أخيرا بعد طول تهميش على مساحات «السطوع الوطني».. والمحصلة أن جانبا من الخطاب الثقافي، والديني، والإنساني بشكل عام يحمل ذكورة تكرس الحط من قيمة الأنثى وصولا إلى أن تواجد المرأة ينتهي بالضرورة إلى «تدنيس المكان» في رأيهم.. بالتالي ما حدث من فعل وتعليق ورد فعل لا يخرج من الدوائر الباهتة التي لا تضيف للمجتمع وفكره وتطلعات الناس.