يجب أن أكتب عن البهو !! لأن التحدث في موضوع آخر يجعلني أشعر وكأني في مجلس يلف مرتاديه الحماس وهم يشاهدون نهائي كأس العالم وأطلب منهم وبكل هدوء تغيير القناة لمشاهدة برنامج عن قطعان الحمير الوحشية في سهول أفريقيا، برنامج يعرض في قناة مجهولة ألوانها باهتة وإشارتها ضعيفة. أنا مضطر للكتابة عن البهو ولو لم أعرف ما جرى بالتحديد لأن من يجلس بين مجموعة من المتعصبين وهم يتابعون نهائي كأس العالم عليه أن يتابع المباراة معهم، وقد يكون مجبراً على التعليق معهم على المباراة وإظهار مشاعره وأحاسيسه، ولو اتفق رواد المجلس على تشجيع فريق واحد سيضطر هذا الدخيل لتشجيع ذلك الفريق والانحياز له، لكن المصيبة عندما ينقسم الحضور بين الفريقين وعليك أن تجاريهم وتختار فريقاً من بين الفريقين، وسيكون سيئا جداً لو كانت الحماسة والحالة العصبية الهستيرية التي تسود المجلس هي لمباراة بين فريقين محليين في دوري الدرجة الأولى لدولة ما لم تزرها في حياتك ولم يتأهل منتخبها لكأس العالم ولم تحرز بطولة قارتها منذ عقود، وأسوأ من ذلك كله لو كان فوز أي من الفريقين لن يغير شيئا في سلم الترتيب. فكرت في الانحياز لفريق المدافعين وبالتالي الإدعاء بأني مثقف جهبذ وكاتب لامع في رصيده أكثر من 10 مقالات، وفكرت في الميل لفريق المهاجمين ونيل التزكية بأني حامي حمى الأخلاق ومهاجم عروش الخزي والعار، لكن لم أستطع الانحياز لأي من الطرفين ففي كل طرف أجد من عرف بصدقه واستقامته تماماً كما يصعب علي الانحياز بقوة في تلك المباراة استصعب علي الانحياز في معركة البهو، مع أنني فكرت في الانحياز لفريق المدافعين وبالتالي الإدعاء بأني مثقف جهبذ وكاتب لامع في رصيده أكثر من 10 مقالات، وفكرت في الميل لفريق المهاجمين ونيل التزكية بأني حامي حمى الأخلاق ومهاجم عروش الخزي والعار، لكن لم أستطع الانحياز لأي من الطرفين. ففي كل طرف أجد من عرف بصدقه واستقامته، ورأيت كذلك مع كل فريق عددا من أصحاب السجلات غير المشرفة الذين حين احتدمت المعركة نفخوا بأفواههم في النار ليزيدوها اشتعالاً لحاجة في نفوسهم، حينها لم أجد بدا من الاعتزال والتبرير لنفسي بأن ما جرى هو مؤامرة ، وهي الشماعة الجاهزة لتعليق كل مصائبنا وانتكاساتنا عليها، فبحثت وبحثت وانتهيت إلى اتهام ثلاثة، أولهم: موظف في الفندق أراد بذلك الحادث زيادة شهرة فندقه وثانيهم: موظف مغمور في وزارة الثقافة الإعلام أراد بطيب نية لفت الأنظار لملتقى المثقفين فأشعل البهو وثالثهم: تمنع الرقابة ذكره فاتهمت إبليس الرجيم وهو من يئس من عبادة الناس له في جزيرة العرب فكان فعله التحريش بينهم. أياً كان المتهم فاني قد انحزت لعدم الانحياز فهل تنحاز معي ؟