ما بقيت زفرة من حرقة ما اشتعلت بها آهاتنا ، و ما بقيت دمعة ساخنة ما أمطرت صور ( فاطمة ) وليدة شرورة و قتيلة وزارة الصحة ؟! فاطمة التي اختار طبيبها أن يمنحها شهادة وفاة بدل شهادة الميلاد وسط تآمر و ضلوع في إخفاء الجرم الكبير من كل شهود العملية و تراخٍ و إهمال من إدارة المستشفى . فهل حياة البشر رخيصة إلى هذا الحد حتى تخرج وليدة متوفاة في المستشفى دون أن تمر معاملتها على إدارة المستشفى و تعاين جثتها لجنة طبية لكتابة تقرير الوفاة و أسبابها ، أم أن الفساد الطبي مستشرٍ هو الآخر في كل الزوايا ؟! و لو أن نظام الصحة و تطبيق المستشفى له يحمي ضحايا جزاري الطب ما وصلت جثة فاطمة وغيرها للمغسّل دون تحقيق في المستشفى و إحالة الجناة للشرع ! فماذا يقول مسؤولو الصحة لوالدي فاطمة و لنا حين يعلق على بشاعة المنظر التي سحقتنا و لا تزال ؟! أسئلتنا المتناثرة على قبور أطفال شرورة ضحايا غرف التوليد في مستشفى شرورة الذين بلغ عنهم خلال عشر سنوات ، من يجيب عنها ؟! و لمَ لم تصل البلاغات للشرطة لا لمصدر الجرم طيلة عشر سنوات ؟! و كم حالة أخرى في شرورة و غير شرورة تقتل دون أن تبدو علامات الوفاة للمغسّل ؟! و كم حالة أخرى يقتلها التشخيص الخاطئ و العمليات غير الصحيحة و الأدوية الخطأ ؟! و كم حالة تقضي و هي تنتظر سريرا شاغرا ؟! كل هذا في مستشفيات بلد ثري يمد يده بالخير و الدعم و القروض الميسرة لتأهيل مستشفيات العالم ، و تستقبل مستشفياته حالات كثراً من شتى بلاد العالم ! فإن كان لا ينقصنا المال و لا الإخلاص ولا الكفاءة فما الذي ينقصنا ليصل بنا الحال الصحي هذا الحد الموجع ؟! ختاما أقول لمن يستجدي سريرا في مستشفى حكومي على صفحات الصحف لا تستعجل من لم يمت بانتظار السرير مات بغيره !