** لم أكتب من قبل عن « هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، هذا الجهاز الذي لا يفوت أسبوع إلا وتنقل لنا أخباره عبر وسائل الإعلام بما فيها الإعلام الجديد، لارتباط هذا الجهاز بالمجتمع بشكل مباشر، الهيئة بمتغيرات الزمن الدائمة في الحياة السلوكية والمجتمعية، الأمر الذي توج بالاتهام تارة وبالتشكيك تارة أخرى. ** وعلى الخط الثاني لتلك الأخبار، نتابع التطوير المذهل والسريع في مجاراة هذه التغيرات، ولعل اجتماع الأسبوع الماضي في تبوك تحت عنوان «الهيئة والمجتمع» وهو على مستوى مديري العموم بحضور الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز الحميِّن، رسالة جديدة من خلال محاور حول العلاقة الجديدة بين الهيئة والمجتمع، وتطوير أعمال الهيئة. ** بوضوح أكثر .. جاءت التوصيات التي كان على الإعلام إبرازها ومناقشتها وربما متابعتها على ما يجري في ساحة العمل الميداني، جوهرا ودلالة على مسح أي صورة ذهنية ارتسمت، حيث جاءت إحدى التوصيات بالتأكيد على أهمية تنمية مهارات الاتصال في مجال الإقناع وتغيير السلوك لدى رجال الهيئة الميدانيين للتعامل مع الظواهر السلبية وتحديداً لدى فئة الشباب. وكما للمجتمع رؤية، فلديه أيضا رؤية أخرى بأن تتخلص الهيئة ممن يتدخلون في مسار حريات المجتمع التي كفلتها العادات والتقاليد والدين الحنيف، ومن يسئ لجهاز كبير مثل الهيئة ينظر الى الهوامش في الحياة الاجتماعية ** وفي توصية أخرى .. يرى المجتمعون أهمية مراعاة التغيرات والتطورات الثقافية والتقنية والاجتماعية في حياة المجتمع خاصة على صعيد العلاقات الاجتماعية والأسرية والأفراد ما يستدعي إدراك الآثار المترتبة على ذلك من خلال تنمية الأنماط الايجابية ومعالجة الأنماط السلبية. ** إن مثل التوصية الأولى، والثانية أيضا مطلب. ففي الأولى تغيير سلوكيات بعض أفراد الهيئة الميدانيين مطلب، كما هو في الثانية المختصة بمراعاة التغيرات والتطورات في حياة مجتمع المملكة خاصة في العلاقة الاجتماعية والأسرية وهي الأخرى مطلب. ** ليس ذلك فقط، بل إن المجتمع على مختلف رؤيته يرى ضرورة معالجة الأنماط السلبية، في الشوارع أو في المجتمعات، والصديق الخليجي الذي درس معي الجامعة في الخارج، كان في زيارة عابرة لبعض أقربائه بالمنطقة الشرقية الأسبوع الماضي، قال لي : « احمدوا ربكم أنكم تستطيعون العيش في مجتمع محافظ تستطيعون فيه تربية أبنائكم، لديكم الهيئة». ** وكما للمجتمع رؤية، فلديه أيضا رؤية أخرى بأن تتخلص الهيئة ممن يتدخلون في مسار حريات المجتمع التي كفلتها العادات والتقاليد والدين الحنيف، ومن يسئ لجهاز كبير مثل الهيئة ينظر الى الهوامش في الحياة الاجتماعية. ** بقيت ترجمة هذه التوصيات الى مزيد على أرض الواقع وفي ذلك قول لابن مسعود رضي الله عنه : «يذهب الصالحون ويَبقَى أهل الريب»، قالوا: يا أبا عبد الرحمن! ومَن أهل الريب؟ قال : «قوم لا يأمرون بالمعروف, ولا يَنهون عن المنكر».