بعد حادثة الشاب حمود الميمون -رحمه الله- وقتله من مجهول وهو يؤدي عمله على إحدى سيارات ساهر انتظرنا تصريحات إيجابية من المشرفين على نظام ساهر. كنا نتوقع أن يطرحوا بعض المعالجات العملية الكفيلة بتجاوز حالات الاحتقان الشعبية والمصححة لبعض الأخطاء التطبيقية في النظام مثل التعديل في جدول السرعات المقررة في الطرق السريعة والشوارع العامة, وإعادة النظر في أسلوب تدبيل المخالفات وهو أسلوب لم يقابل بالرضا من الكثيرين, و البحث عن أسلوب أفضل لنصب الكاميرات بدلا من إخفائها داخل السيارات وبين الأشجار وفي المناطق المظلمة، وتوقعنا أن تسعى الجهة المشرفة على التشغيل لتأمين حماية قوية للعاملين على سيارات ساهر، وأن تبادر لبذل الجهود لإزالة احتقان الناس وإصلاح عيوب النظام والذي يتفق الأغلبية على جدواه لو أجريت عليه التعديلات والتغييرات المنتظرة لكننا فوجئنا بتصريحات صادمة مثل تصريح الخلوق العميد عبدالرحمن المقبل والذي حمل طابع التهديد بمزيد من الشدة والصرامة في التطبيق, والمفاجأة الأشد غرابة كانت بدخول رجل الأعمال الثري صالح كامل على الخط حيث أتحف الجميع بنصائحه وتوجيهاته وكأنه يخاطب شعبا لا يفقه شيئا, والأدهى أنه قد اتهم السائقين بتصريحه الناري باللاعقلانية إذ قال: إن جيوبكم تحكمها عقلانيتكم، وأن التهور هو الذي يؤدي لتراكم المخالفات عليكم، ولم يضربكم أحد على أيديكم للقيادة المتهورة. أستغرب دخول صالح كامل في الموضوع، ودفاعه المستميت عن النظام. كنت أعتقد أنه المشرف على تشغيل النظام في مناطق المملكة لكن وحسب المعلومات التي أدلى بها نفسه تبين أنه أحد المقاولين الذين تعاقدت معهم الدولة لتركيب الكاميرات وتأسيس البنية التحتية لنظام ساهر في المنطقة الغربية, وربما أنه خشي من إلغاء النظام فبادر للمجازفة بهذا التصريح غير المحسوب، وهنا لي أن أطرح سؤالا فهل من حق المقاول قانونا التصريح لوسائل الإعلام والدفاع عن ساهر واستفزاز مشاعر الناس وتوجيه اللوم والتأنيب لهم وتقريعهم والاستخفاف بهم ومطالبتهم بالتعقل وعدم التهور؟ وهنا أسأل سيادته عن سقف التهور فهل من يسير بسرعة 71كم في شارع حددت السرعة القصوى فيه ب 70 كم متهور؟ وهل يقارن بمن يسير بسرعة 120كم؟ أنا لا أدافع عن المتهورين وأؤيد الاستمرار بتطبيق النظام لكن بأسلوب معقول وواقعي وتدرج في الانتقال من خطوة إلى أخرى وتلافي للسلبيات التي أوردتها في بداية المقال. رجل الأعمال صالح كامل لم يوفق عندما نصب نفسه مدافعا عن ساهر فالمهمة المناطة به وبشركته دلة البركة تركيب الكاميرات أما النظام فله ماشاء الله من يدافع عنه وينافح ويكافح ليل نهار ليستمر دون فلسفة من أحد، ودون أن يصر أحد المستفيدين من ساهر على دعمه ليصير نظاما كامل الدسم, ونظرة الأثرياء والموسرين مثل عمنا الشيخ صالح لقيمة المخالفة مختلفة عن نظرات المعدم والفقير ومحدود الدخل، فالثري لا يأبه بدفع مبلغ ثلاثمائة ريال حتى لو ارتكب في الشهر الواحد خمسين مخالفة لكنها عند الفقير كبيرة وثقيلة وخاصة من لا تتجاوز رواتبهم خط الفقر المرسوم على المستوى الاقتصادي مقارنة بمعدلات دخل الفرد ومستوى المعيشة وحجم الأسرة ونسب الإعالة وهؤلاء بالذات بحاجة لدعم الشيخ صالح واقتراحاته البناءة لإصلاح نظام ساهر لكنهم حتما ليسوا بحاجة لنصائحه.