تثير نتائج انتخابات مجلس إدارة نادي جدة الأدبي التي أعلنت منتصف الأسبوع الجاري وما تبعها من جدل لم ينتهِ بعد كثيراً من التساؤلات. تثير نتائج انتخابات مجلس إدارة نادي جدة الأدبي التي أعلنت منتصف الأسبوع الجاري وما تبعها من جدل لم ينتهِ بعد كثيراً من التساؤلات حول الفعل الانتخابي الديمقراطي وجدواه في الحالات الثقافية. وزارة الثقافة والإعلام قررت منذ أعوام تلبية رغبة الغالبية من المثقفين بتغيير مجالس إدارات الأندية الأدبية، وبدأت مشروع التغيير ضمن انتخابات بين الذين اختارتهم لهذا النادي أو ذاك. وتطور الوضع لاحقاً إلى تأسيس جمعيات عمومية للأندية الأدبية يقوم أعضاؤها بانتخاب مجالس إدارات أنديتهم. إلى هنا والمسألة مقبولة منطقاً، لكن معايير قبول الأعضاء في الجمعيات العمومية أثارت بعض الخلافات التي تم تجاوزها على مضض من قبل الأعضاء من أصحاب الفعل الثقافي والأدبي الحقيقي، ممن اعترضوا على وجود أعضاء غير معنيين بالشأن الثقافي. غير أن الخطط استمرت ولم تقف عند ذلك، لنصل إلى المرحلة الحاسمة المتمثلة بانتخابات أعضاء مجالس الإدارات. المفاجأة التي ظهرت في أدبي جدة تمثلت في فوز تسعة أعضاء جدد لم يكونوا في مجلس الإدارة السابق، ولعل التكتل الذي انزعج منه البعض هو الذي أدى إلى هذه النتيجة. وهو أمر مشروع في أي انتخابات، ونتائجه تعبر عن رأي الأكثرية بغض النظر عن كونها جيدة ومقبولة أو العكس. لذلك فالتلويح بالاستقالة لعدم الفوز أمر لا يفترض أن يحدث ضمن عملية ديمقراطية وافق الجميع على الدخول فيها. من جهة أخرى، جرت العادة في انتخابات المثقفين والأدباء أن تغيب البرامج الانتخابية التي نراها في انتخابات المجالس البلدية وغيرها. ولا تختلف انتخابات اتحاد الكتاب العرب عن انتخابات الأندية الأدبية التي حضرت بعضها من ناحية التكتلات وغياب البرامج الانتخابية. لذلك فالحل الأجدى هو دمج الأندية الأدبية مع جمعيات الثقافة والفنون، وضم المراكز الثقافية التي أنشأتها بعض البلديات في المحافظات، وإنشاء مراكز ثقافية جديدة تختار وزارة الثقافة والإعلام لإدارتها من تراه مناسباً ويحوز على قبول أغلبية مثقفي المنطقة. وفي الوقت نفسه تستكمل الوزارة خطوات إنشاء اتحاد أو رابطة الأدباء السعوديين التي لا يكون عضواً فيها إلا من توفرت لديه شروط عضويتها من حيث المنجز الإبداعي والكتابي، وهذا الاتحاد أو الرابطة يتم اختيار رئيسه وأعضاء مكتبه التنفيذي بالانتخاب. أخيراً، ما تميزت به انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية هو دخول النساء إلى المجالس في أكثر من ناد أدبي، ووجود ثلاث منهن في إدارة "أدبي جدة" مؤشر إيجابي للحركة الإبداعية النسائية. إلى ذلك، من حق الجيل الجديد أن يكون له صوت، ومن حق الجيل القديم ذلك أيضاً، وهنا تكمن المعادلة الصعبة.