فعلا.. توقعنا أن يفعلها الحجاج الإيرانيون في موسم حج هذا العام، باستخدامهم هذه الشعيرة الفضيلة عبر تحويلها لمناسبة سياسية، لكن الإيرانيين لم يفعلوها، للغرابة مَن فعلها هم جيراننا: حجاج البحرين، أو بشكل أكثر دقة: حجاج حزب الله البحريني! ما قامت به إحدى حملات الحج البحرينية غير المرخصة، ومنها ترديد شعارات سياسية، لم يكن مكانها وزمانها هو موسم الحج، بغض النظر عن الموقف أساسا منها، غير أن مَن قام بها، وهم مجموعة ليست بالصغيرة، أرادوا ترديد رسالة واضحة: سنعمل كل شيء من أجل الانقلاب على الملكية البحرينية وتأسيس الجمهورية الإسلامية، التي يحلمون بقيامها هم ومَن يوجههم، كما أنهم بفعلهم هذا ينقلون احتجاجاتهم، إلى دولة أخرى، وأين؟ في أعظم المناسبات الدينية للمسلمين، فبئس ما قاموا وبئس ما فعلوا. كما تحدثنا هنا قبل يومين، وبُعيد الكشف عن خلية بحرينية تخطط للقيام بعمليات إرهابية في جسر الملك فهد والسفارة السعودية في المنامة، يبدو أن المعارضة الشيعية البحرينية، المدعومة من إيران، طغت وتبجحت كثيرا، حتى بلغ غرورها وجهلها، ليس فقط بمخالفة أنظمة بلادها فحسب، بل ها هي تتحدى أنظمة وقوانين دولة أخرى، وكذلك تعاليم الدين التي تمنع استخدام الحج في شعارات سياسية، ومن الواضح أن هناك مَن يوجههم ويستخدمهم، وفي نهاية المطاف الويل والثبور لمَن يربطهم بالنظام الإيراني، فعلا إن لم تستح فاصنع ما شئت. مَن استمع وشاهد، عبر موقع اليوتيوب، الشعارات السياسية التي ردّدتها هذه المجموعة، كان مكشوفا أنها تريد تسجيل موقف لدقائق معدودة، من أجل الترويج له إعلاميا. وعلى الرغم من أنهم بارعون في هذا الشأن، إلا أنهم كشفوا مآربهم السيئة هذه المرة بغباء منقطع النظير، فها هي المعارضة الشيعية البحرينية، المدعومة من طهران، تؤكد ارتباطها بإيران المرة تلو الأخرى، فيوم أن أقلع الحجاج الإيرانيون عن القيام بمسيراتهم السياسية في موسم الحج، تبرع حزب الله البحريني للقيام بالدور الإيراني، ولكن بلمسة طائفية مقيتة، فما أتعسه من دور، وما أسوأه من فعل. نقول لمَن وراء هذا الفعل السيئ، أو تحديدا حزب الله البحريني، الذي أراد إفساد الحج عبر تقليد إيراني رديء، خبتم وخاب مسعاكم، فلستم أنتم مَن تستغلون هذه المناسبة الكبرى للوصول إلى مرادكم السيئ، ففعلكم هذا، لن يمر مرور الكرام على الأجهزة الرسمية البحرينية، قبل نظيرتها السعودية. هؤلاء الحجاج والمعتمرون الذين يستغلون العلاقة السعودية - البحرينية المتميزة، لن ينجحوا في زعزعتها، لكن أيضا لن يسمح لهم بتكرارها، حتى لو كانوا مواطنين بحرينيين، لذا على مَن يقف خلف هؤلاء أن يكون شجاعا ويتحمّل مسؤولية أي إجراءات مستقبلية توجّه ضدّ جميع مَن شارك في هذه المسيرات المخالفة. إذا كانت الأجهزة الأمنية السعودية قد مارست حكمة في تفادي إيقاف هذه المخالفات خلال موسم الحج، واختارت أن تُبلغ السلطات البحرينية فيما بعد، فإن ذلك لا يعني أن هذه التصرفات سيكون مسموحا بها مرة أخرى، لذا أرجو ألا تختبر المعارضة البحرينية الشيعية صبر السعودية على مثل هذه المخالفات وغيرها مستقبلا.