بعد أن اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي عالمنا العربي واستقطبت معظم الجيل الشاب، وجد المثقفون والدعاة والفنانون وغيرهم من الشخصيات العامة أنفسهم في معزل عن جمهور المتلقين فاضطروا لعمل حسابات لهم في تلك المواقع للتواصل مع الناس، لكن المأزق الذي وقع فيه عدد منهم هو اهتزاز الصورة المرسومة لهم لدى القارئ أو المشاهد أو المعجب نتيجة آراء أبدوها لم تعجب الآخرين، أو بسبب ضعف التعبير اللغوي عند كاتب صحفي أو وقوف فنان ما مع النظام الذي يثور شعبه عليه فيما هذا المعجب أو ذاك مع الثورة، فتتصادم الأفكار وتحدث القطيعة. من المآزق التي وقع فيها أحد الدعاة أمس على موقع "تويتر"، حديثه مع إحدى النساء حول راحة المرأة وراحة الرجل، فيخاطبها قائلا "طيب كون المرأة تقعد 7 أيام شهريا بلا صلاة.. و7 أيام برمضان بلا صيام.. وتسمع الأذان بشدة حر الظهر وتصلي بالبيت وحنا نخرج للمسجد.. أليس راحة لها".. فترد عليه "يا شيخ ...... شوي شوي علينا والله لو تذوقون ألم الدورة الشهرية ما تتحملونه والله والله إنه ألم قوي يهد الحيل".. وهنا يأتيها الرد الذي استغربه الكثير على تويتر "أختي أعصابك علينا.. أشغلتونا آلام ولادة دورة مدري إيش!! كلش له حبوب تسكن ألمه ب5 ريال.. لو تمسكك زحمة الدايري بالشمس عرفتي معاناتنا". وعذرا إذ نقلت النصوص السابقة بما فيها من أخطاء لغوية، لنصل إلى النقطة الأهم وهي أنه إن كان الشخص الذي يحاور المرأة هو الداعية نفسه وليس شخصا انتحل اسمه على "تويتر"، فتلك ورطة للشيخ تهز مكانته أمام عامة الناس حين يرونه يهبط بمستوى حواره إلى درجة الاستخفاف بالمرأة وبآلامها، استخفاف يصل به إلى وضع حل يكلف 5 ريالات لآلام المرأة.. كذلك فإن الأخطاء اللغوية التي تضمنتها كتابته التي جاء بعضها بالعامية، كان يفترض ألا يقع بها داعية. أما الأهم، فهو ما علق عليه البعض من أن الشيخ أخطأ إذ اعتبر أن الذهاب للمسجد جزء من معاناة الرجال. كل ما سبق يقود إلى أهمية انتباه الشخصيات العامة وهي تكتب على "تويتر" أو "الفيس بوك" إلى أن الإنسان الذي يخاطبونه معتقدين أنه بسيط يخضع لسطوة نجوميتهم لم يعد كذلك، والحقيقة التي يجب أن تقال هي أن معظم من نجدهم على مواقع التواصل من الشباب العربي صاروا أكثر وعيا من كثير من المثقفين والشخصيات العامة، لذلك على أي منهم أن يكون حذرا في انتقاء كلماته كي لا تهتز صورته عند متابعيه على "تويتر" وغيره.