( إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لأيات لأولي الألباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض .. ربنا .. ماخلقت هذا باطلا .. سبحانك فقنا عذاب النار).. عندما يكون التوحيد منطلقا للتفكير وإعمال العقول فهذا مدعاة لأن نكون أولى العالم في الحصول على حقائق التجريب ومقومات النهضة. فالنهضة القضائية المستشرفة بمشروع تطوير مرفق القضاء أتت بعد أن أدركت القيادة حاجته لمشروع جاد لإطلاق القدرات والملكات بعد أن بقي الجهاز في حالة من الانحباس الحقيقي عن النهضة والجمود التطويري وقلة الموارد مدة طويلة من الزمن. هذا الانحباس في اعتقادي أن سببه الرئيس هو عدم القدرة على إدراك طبيعة المشكلات الاستراتيجية وأحيانا كان المانع من حل المشكلات هو الخوف من الاستهلاك في حل مشكلات تابعة. وأحيانا كانت المشكلة في صناعة القائد القضائي وفريقه وجذوره. أو بقاء القضاء في حالة تركة تاريخية يكن لها الاحترام لاجتهادات ورؤى رموزها الشخصية المبتعدة عن الرؤية الجماعية، وأحيانا محدد الشخص التاريخي إما عامل محفز وإما عامل مثبط بامتياز. وأحيانا يعتقد أن النهضة في استيراد الشخص الملهم لبيئة تبدو جديدة عليه بينما حقيقة النهضة وقوة ضغط الواقع كانت فوق قدرة الأشخاص الملهمين !!. قوة معاكسة الواقع ومقاومة التغير والملل من الانسجام والمنحى الفردي المؤثر في القرار، والنفاق الأخلاقي، والحذر المبالغ فيه درجة وضع الأرقام السرية على أماكن العمل، ربما جعل الملهمين يعتقدون أن التخلي عن الفريق هو الحل لمشكلات إرهاصات النهضة. محددو الظواهر يرسمون أن هذه القماط الانحباسي لنتيجة المزيد من التوغل في إشعار القادة بالنجاح بعلاج المشكلات باعتماد المزيد من توريدات متعهدي البهرجة والأصباغ، لتغطية خدوش وتقرحات الواجهات، بينما هذه الأصباغ تستر بناء داخليا مهترئاً ليس منسجما. وهذا سلبي جدا في مسيرة أي شخص ناهض. (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير) من السنن الوقوف على بدايات الأشياء وجذور المشكلات بدلا من الاستهلاك في المفردات اللامتناهية من المشكلات الناتجة عن عين المشكلة ذاتها. (قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين) يقول المفسرون: أي قيسوا أحوالكم بأحوالهم حتى لا تقعوا في مثل ما حل بهم.. هذه أمثلة لما يحفل به القرآن من الإشارات التي تحث على التفكير وطرح الأسئلة وتحريك العقول وإطلاق الملكات. لاكتشاف سنن تغير الأحوال. وعلى هذا جرى التوقيع.. ولننهض في لقاء آخر... وصلى الله وسلم على نبينا محمد. * القاضي في المحكمة العامة في تبوك.