كان من المفترض تسمية هذا العام عام المعلم والمعلمة، أو عام المعلمة والمعلم، أما أن تسقط مفردة المعلمة من العبارة عمدا فهذه مصيبة ، أما سقوطها سهوا فالمصيبة أعظم . فلنتجاوز العنوان إلى المضمون إذ انه ليس هناك مشكلة حقيقية في العنوان وإن بدأت به المقال، ولكن المشكلة الحقيقية أن هناك قضايا كبرى تعاني منها المعلمات، وقد بدأ عام المعلم منذ شهرين دون وجود توجهات عملية ومحددة لحل هذه القضايا باستثناء تكرارالعبارات والوعود. وسبق أن تناولت مشاكل نقل المعلمات إلى قرى وهجر بعيدة عن مساكنهم وتعرضهن يوميا للمخاطر، وسوف أتناول اليوم إحدى القضايا وأحدث وعود وزارة التربية والتعليم حيالها حيث أعلنت الوزارة مؤخرا أن( احتساب خبرة معلمات ومعلمي بند 105 تحت البحث والدراسة) ونفس العبارة تم ترديدها قبل سنوات طويلة ، حتى جاء عام 2009 م ولم يكن عاما للمعلم ولا المعلمة خبر يؤكد أن ( مجلس الخدمة المدنية يبحث احتساب سنوات الخدمة للمعلمات المعينات على البند 105، وكشف مسئول في وزارة التربية والتعليم أن هناك إمكانية لأن تتكفل الدولة بدفع 50 في المائة من استحقاق هؤلاء المعلمات أو صرف كامل الاستحقاق حفاظاً لحقوقهن ، وأن هناك 67 ألف معلمة يعملن على البند 105 ولو تم صرف مستحقاتهن لتقاعدن وفتحن الباب لغيرهن). إن هذا الملف يجب ألا يبقى " تحت " البحث والدراسة سنوات طويلة، بل يجب أن يكون "فوق " مكتب سمو الوزير ومعالي النائبة ومعالي وزير الخدمة المدنية ومعالي وزير المالية فهذا حق يجب عدم تأخيره، وهناك ظلم وقع على معلمات أمضين عدة سنوات دون أن تحسب لهن كخبرة وليس من المعقول أن تمر السنون وذات الوعد يتكرر. إن هذا الوعد لن يتم تنفيذه إن لم يتم في عام المعلمة والمعلم ، وفي وقت خصصت الدولة وفقها الله لقطاع التعليم العام والتعليم العالي وتدريب القوى العاملة في ميزانية 2011 م حوالي مئة وخمسين مليار ريال، وهذا الرقم يفوق بعدة أضعاف ما يتم تخصيصه في ميزانيات الدول الأخرى التي توازينا أو تفوقنا في عدد الطالبات والطلاب ، وتصل في بعض الحالات إلى عشرة أضعاف . لقد أصاب المواطنون عموما والمعلمات خصوصا الملل والإحباط من كثرة الوعود التي لا تنفذ، فإما أن تقول وزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنية انه سيتم في تاريخ محدد وخلال عام المعلم احتساب سنوات الخدمة للمعلمات المعينات على البند 105، أو أن تقول بصراحة لن يتم احتساب الخدمة، وليس هنا شيء اسمه عام المعلمة، أما ثقافة الوعود و" راجعنا بكرة " فهي ثقافة عفا عليها الزمن ، ويجب أن تربي وزارة التربية الأجيال القادمة على عدم التعود على إطلاق وعود مع عدم تنفيذها !! .