صباح أمس أعلنت شركة السوق المالية السعودية (تداول) عن نجاح إطلاق منظومة تداولاتي بشكل كامل، وربما ستقرأون تغطية موسعة في الصحف عن المشروع والخدمات التي يقدمها، وربما بعدما يفرغ بعضكم من قراءة هذه الزاوية ربما يسارع إلى كتابة وصيته!! المنظومة تقدم أشياء كثيرة للشركات والأفراد المستثمرين السابقين والحاليين، لفتني منها ما قاله المدير التنفيذي عبدالله السويلمي عن الزيادة في سرعة ودقة توزيع أرباح الشركات، والقضاء على مشكلة الأرباح غير الموزعة عن الفترات السابقة، وهذا يشمل إتاحة معلومات استحقاقات الأرباح والتنسيق مع الشركات المدرجة في البحث عن حلول مناسبة وملائمة لتوزيع الأرباح غير المحصلة من أصحابها، وهذا العمل يتطلب بكل تأكيد أن تتوفر معلومات صحيحة ودقيقة ومحدثة في سجلات هذه الشركات لضمان وصول المعلومات إلى أصحابها بشكل دقيق. اللافت أيضاً ما قدمه الدكتور طارق النعيم حول النقطة أعلاه ضمن عرض مطول للخدمات وجاء فيه «17 شركة مساهمة قامت بتزويد تداول بحالة توزيع الأرباح للأعوام 2005 – 2011، إجمالي قيمة الأرباح غير المستلمة لتلك الشركات هو 162 مليون ريال، عدد الشركات المساهمة التي تم تحميل بيانات توزيع أرباحها في تداولاتي بعد التدقيق والمطابقة هي 9 شركات. إجمالي قيمة الأرباح غير المستلمة لتلك الشركات ما يقارب 40 مليون ريال، إجمالي قيمة استحقاقات الأرباح المتاحة في تداولاتي لعامي 2010 – 2011 يبلغ ما بين 80-85 بليون ريال لعدد 1.5 مليون مستثمر مستحق، وحالة توزيع الأرباح متاحة لما يقارب 2 بليون ريال فقط من تلك التوزيعات لعدد 325 ألف مستثمر". تأملوا جيداً 162 مليون ريال لبضعة شركات، فتخيلوا عندما نتحدث عن بقية الشركات المساهمة المدرجة التي توزع أرباح فصلية أو سنوية؟ الشركات الكبيرة أعلنت قوائم كبيرة لمساهمين لم يستلموا أرباحاً، وهي تؤكد في كل إعلان جمعية، وعند عقدها على ضرورة إيداع الشهادات في المحافظ الاستثمارية لتسهيل صرف أرباحها. المشكلة ان كثيراً من الأسر لا تبحث أصلاً، لأنها لا تعرف أصلا ًأن «ربّها» كان مكتتباً أو مستثمراً، وهي مشكلة نشأت من عادتين، الأولى إهمال التوجيه الديني الواضح بكتابة الوصية التي تكون عادة مرشداً للورثة، والثانية أن كثيراً من الآباء يخفي عن عائلته كلها أو بعضها ما يملك إما خشية أن يسرفوا ويتكئ الأبناء على الثروة، أو لأسباب عائلية خاصة مختلفة. الشركات والجهات الرقابية والإشرافية، تسعى، لكن ذلك أيضاً يحتاج أن يغير بعض الآباء من عاداتهم، ويكون لديهم وصية تكبر أو تصغر تبعاً لوضعهم المالي، لأن ذلك سيوفر على ذويهم، وعلى الحكومة والشركات جهداً ومالاً كبيرين. الوصية جاء بها التوجيه الديني واضحاً وصريحاً في الكتاب والسنة، وإهمالها ليس إغفالاً لأمر من صلب ثقافتنا الإسلامية، لكنه أيضاً تضييع لحقوق الناس، ومن ضمنهم الأسرة. وعوداً على بدء على من يشك أن له أو لمورثه شيئاً استخدام التقنية، ربما يجد شيئاً يفك ضائقته إن وجدت، أو يوسع عليه.