• قبل ثلاثة أسابيع تقريباً، وتحديداً قبل 26 سبتمبر كانت بعض وسائل الإعلام تتحدث عن فناء كثير من البشر في ذلك اليوم، وأصحابنا كالعادة؛ لا بد أن يصبغوا كل شيء ويفسروه • قبل ثلاثة أسابيع تقريباً، وتحديداً قبل 26 سبتمبر كانت بعض وسائل الإعلام تتحدث عن فناء كثير من البشر في ذلك اليوم، وأصحابنا كالعادة؛ لا بد أن يصبغوا كل شيء ويفسروه بالدين، لكنه لم يقع شيء يذكر، ومرةً أخرى يتجدد يقيني ألا أثق بما يفعله تجار الإعلام، كما لا أثق بما يقوله الذين يحاولون الزج بالنصوص الدينية في علوم الطبيعة لكسب الناس. الأديان في جوهرها تقوم على الإيمان بالغيب، أي التصديق المطلق بما تستحيل معرفته، بينما العلم يقوم على القبض على البرهان الحاضر، وعلى الاختبار والتجربة، وهكذا فإن خلط كل ما هو إيماني بكل ما هو علمي سيصل في نهايته إلى نتائج مسيئة لمقصد الدين الروحاني من جهة، ولمقصد العلم الحياتي من جهة ثانية. • القصة: منذ زمن وهم يتحدثون عن هذا التاريخ؛ الاثنين 26 سبتمبر 2011، يقولون إن مذنّباً اسمه "إلينين" تستغرق دورته حول الشمس عشرة آلاف سنة، ويحدث أثناء دورته هذه أنه يلتقي في خطٍ مستقيم مع كوكبي الشمس والأرض، وفي كل حالة من هذا الالتقاء المستقيم تصيب الأرض زلازل وفيضانات بفعل الطاقة الناجمة عن هذا التلاقي. هناك مقطع على اليوتيوب لأحد المحللين يشرح الموضوع لطلابه، وما ذكرته من المعلومات منقول منه. الرجل يقول إن الزلزال الذي ضرب تشيلي في 2008 والفيضان الذي هجم على اليابان قبل عدة أشهر، كان في الحالتين موافقاً لتعامد هذا المذنب مع الشمس والأرض. الحاصل فيما يذكره هذا الأستاذ أن ما سيحدث في التعامد القادم سيكون أكبر كارثة تحلّ بالأرض المسكينة، لأن هذا المذنب سيكون في أقرب نقطة منها، وبالتالي سيكون تأثيره عليها أكثر فظاعة. وحسب قوله فإنه في هذا الاثنين 26 سبتمبر، سترجّ أنحاء الأرض زلازل تصل قوتها إلى 15 درجة، وهناك بلدان ستختفي وتطمرها مياه المحيطات عن بكرة أبيها.. عدد من المدن الأميركية، والصين واليابان وكوريا وإندونيسيا، وتتأثر بعض أستراليا، و و و.. الخ، يقول إن الأرض من جميع جهاتها ستقصفها آثار هذا المذنب. راجعوا هذا الرابط: http://www.youtube.com/watch?v=48QkV3x9onA • لماذا لم أصدق كل هذا التهويل، بالرغم من الجهد والإخراج في طرحه، وبالذات لغير مختص، مثلي؟ لأني لا أصدق أن آلاف مراكز الأرصاد والفلك والجامعات المتناثرة ببلدان العالم من أقصاه لأقصاه، كلها ستتواطأ على الصمت حيال هذه المصيبة الكونية. الموضوع إذن باختصار، وكما هي اللعبة دوماً؛ استغلال القليل جداً من الحقيقة، مع الكثير جداً من الوهم، للاستحواذ على عقول العامة، وبالتالي ابتزاز ما يملكون!. • أصدق شيئاً واحداً؛ أن بعض الإعلام يشبه بعض الوعاظ، يستغلّ قلق الإنسان وخوفه من القادم، وعبر جهله المركب هذا، يحصل على ما يريد؛ مالاً أو نفوذاً.