قبل أكثر من ربع قرن أطفأ الله نارا للفتنة ونجحت الجمارك السعودية في إحباط محاولة لتهريب كميات من مواد شديدة الانفجار حملها الحجاج الإيرانيون من إيران بدلا عن الهدي، ثم لم يلبثوا في تلك الفتنة إلا قليلا حتى عادوا إلى إثارة الشغب في الحرم المكي الشريف وتدفق الحجاج الإيرانيون نحو بوابات الحرم رافعين صورا وشعارات سياسية في أيام الحج، منتهكين بذلك حرمة الزمان والمكان وأمن الحجاج ومن ثم اشتبكوا مع الأمن الذي كلفته الدولة بحمايتهم وحماية باقي الحجاج، ولما لم تفلح خططهم في إثارة الفتنة ذاك الزمان عادوا إلى ما نهوا عنه بعد ذلك ببعض سنوات، حيث قامت مجموعة من الطائفة الشيعية المحسوبة على الكويت بتفجيرات في مكةالمكرمة قتل فيها حجاج أبرياء، وأملا في إيقاد نار للفتنة، لكن الله أطفأها في حينها عندما أمكن منهم وتم تنفيذ حكم الله فيهم. ثم أشغلهم الله بحرب العراق ردحا من الزمان حتى جاءت الولاياتالمتحدة لتضع لهم فيها موطئ قدم وليظنوا أنهم مانعتهم حصونهم ويمكنهم العودة للفتنة وإشعال نارها من جديد، فتدخلوا في لبنان وقَلَبوا هناك لنا الأمور حتى أصبحت الحرب المسعورة بلا هدف ولا قيادة ولا مشاورة تسمى مقاومة ورفع السلاح على رؤوس اللبنانيين يسمى نضالا. ثم لمّا هبت رياح التغيير في مغرب العالم العربي وقررت شعوب بأكملها أن تبدل من حالها وتغير مسارها، عادت إليهم نشوى بالفتنة في المملكة واختاروا البحرين هذه المرة؛ أملا في أن تكون عمقا استراتيجيا لأتباعهم الذين جندوهم في الخليج العربي، ثم أثاروا الفتنة هناك باسم التغيير والحرية، فتنة قابلتها حكومة البحرين بصبر ما بعده صبر حتى تكشف زيف دعواهم للعالم وأنهم دعاة للفتنة من أجابهم قذفوه فيها. ولمّا لم يلتفت أحد لسفهائهم هناك أمروهم فأطاعوا واحتلوا المستشفيات وهاجموا الجامعات وبدأوا أعمال نهب وسلب حتى لم يعد من الأمر مناص فجاءهم أمر الله من حيث لم يحتسبوا وأطفأ فتنتهم عندما تدخلت قوة درع الجزيرة المكونة من جميع دول الخليج الموقعة على اتفاقيات دولية لحماية المدنيين، وهي ملتزمة بها أمام العالم المراقب لما سيحدث، تدخلت لحماية مقدرات الشعب البحريني حتى لا يدعي أحد هناك أن الجيش البحريني يقتل الأبرياء، فانطفأت - بإذن الله - فتنتهم وعادت البحرين هادئة كما كانت وتنجح في تنظيم انتخابات برلمانية. لقد حاولت الحكومة الإيرانية أن تلبس عباءة نصر المظلومين وأن ترفع رايات الحرية، لكن عباءة الرياء تلك تشف عما تحتها فيداها ملطختان بدماء العرب الأحرار في الأحواز العربية المحتلة، وتتناقل وسائل الإعلام الاضطهاد للشعب الإيراني ومعارضته، ثم تدعي أن هذا شأنها الداخلي. لكن كذبهم ذاك يُعرف في لحن قولهم وفي تدخلهم سافرين في الشأن الداخلي للمملكة ويحرضون مواليهم لإثارة الفتنة كلما هدأت، حتى أثاروها في المدينةالمنورة قبل أعوام وكان قصدهم منها أن يختلف الحاكم والمحكوم، لكن الله أمكن منهم وأطفأ نار فتنتهم عندما التحمت الرعية بالراعي والتقى خادم الحرمين الشريفين بعقلاء القوم من الشيعة في المملكة. لكن منهم من بقي يقدم ولاءه وماله وعقله لإيران على ولائه لله.. ثم الوطن، كأنهم خُشب لإيران مسندة، يحسبون كل صحة عليهم، هم العدو فاحذرهم. وكعادتهم يوقدون نارا للفتنة كلما خبت وسنحت لهم الفرصة، أشعلوها الأسبوع الماضي في القطيف وبدراجات نارية وقنابل المولتوف وأسلحة رشاشة؛ ظنا بأن أعمالهم ستمر دون رد. إنهم هم مهما تغيرت وسائلهم، وهذا منطقهم ولو تغيرت مناطقهم، بقيت وستبقى مخططاتهم يبتغون الفتنة كما ابتغوها من قبل حتى يجيء الحق ويطفئها أمر الله وهم كارهون. لذا جاء بيان وزارة الداخلية صارما وصريحا هذه المرة فمن انساق وراءهم من ضعاف النفوس وأسلم إرادته لتعليمات وأوامر الجهات الأجنبية التي تسعى لمد نفوذها خارج دائرتها الضيقة، فعلى هؤلاء أن يحددوا بشكل واضح ولاءهم، هل ولاؤهم لله ثم لوطنهم أم لتلك الدولة ومرجعيتها.