الفوضى هي المطلب الوحيد لهؤلاء، لأنها البيئة الوحيدة القابلة لتطبيق أفكارهم المرفوضة، وهي المناخ المناسب لنشر أفكارهم الضالة، ورفع شعاراتهم المزيفة، لأنها سوف تمنحهم تربة خصبة يزرعون فيها الوهم والحقد والكراهية على كل من حولهم الاعتداءات الدنيئة والمخجلة التي تعرض لها رجال الأمن في العوامية في المنطقة الشرقية الأسبوع الماضي تؤكد وبشكل جلي وجود شرذمة قليلة، أجسادهم في المنطقة الشرقية وقلوبهم وعقولهم في مكان آخر، الطائفية جزء من جيناتهم الوراثية لا يستطيعون الفكاك منها حتى أصبحوا أسرى للماضي المكتنز بالأخطاء والسلبيات ويستخدمونه معيارا وحيدا يحكم حاضرهم ومستقبلهم. هذه الفئة التي قررت استخدام السلاح يجب أن يخجلوا من سخافاتهم وأعمالهم المشينة وتنكرهم لوطنهم الذي ينعمون بخيراته، حالهم في ذلك حال جميع المواطنين في كافة أرجاء الوطن. هؤلاء يبدو أنهم يفهمون حلم الدولة عليهم بشكل غير سليم ويعتمدون على وجهة نظر خاطئة في تفسير كل ما حولهم، مرجعهم الوحيد هو التخيلات الصادرة من قبل بعض المراجع المنفصلة عن الواقع والتي تزودهم ببعض الأوهام التي لا أساس لها إلا في نفوسهم الشريرة الأمارة بكل سوء. حجتهم سخيفة بل ليس لهم حجة، وهدفهم نشر الفوضى وتقويض الأمن وخلخلة النظام الاجتماعي وتفريق الوحدة الوطنية. هذه الفئة لا تعير اهتماما للمصالح المجتمعية ولا تفكر في ما يترتب على هذا العمل من ضرر بالوطن وبجميع المواطنين. الفوضى هي المطلب الوحيد لهؤلاء، لأنها البيئة الوحيدة القابلة لتطبيق أفكارهم المرفوضة، وهي المناخ المناسب لنشر أفكارهم الضالة، ورفع شعاراتهم المزيفة، لأنها سوف تمنحهم تربة خصبة يزرعون فيها الوهم والحقد والكراهية على كل من حولهم، ويحدث جميع ذلك بزعم منهم أنهم يبررون أخطاء الماضي وهم في حقيقة الأمر يرتكبون أخطاء جديدة. يبالغون في الصراخ ويتباكون على ما يزعمون أنه اضطهاد، يتحسرون على حالهم ويبالغون في وصف ما يرونه ويفسرون الواقع من منظور طائفي بحت ويتناسون أن البطالة والتضخم وغلاء الأسعار مشكلات يعاني منها الجميع ولا تعترف بالطائفية ولا بالمذهبية. إلى العقلاء من إخوتنا الشيعة، وهم كثير ولله الحمد، نقول: إن هؤلاء الذين حملوا السلاح وأثاروا أعمال الشغب رغم قلتهم إلا أن أصواتهم الغوغائية ارتفعت على صوت العقل والحكمة، ولم يعد مجال للوقوف على الحياد والسكوت عن قول الحق، لأننا جميعا في سفينة واحدة لا تخشى الأمواج الخارجية، فهي قادرة على الصمود أمامها وتجاوزها بإذن الله، وأسألكم بالله هل سمع أحد منكم أن صندوق التنمية العقاري يقدم قرض السني على الشيعي، أو أن وزارة التعليم العالي تمنع الشيعة من الابتعاث، أو أن وزارة الخدمة المدنية تمنع الشيعة من التوظيف، أو أن وزارة المالية تمنح البدلات للسنة فقط، أو أن جامعة الملك فهد للبترول تفرض شروطا إضافية على أولادكم، ناهيك عن النظر إلى أرامكو وسابك وجميع البنوك وغيرها من المؤسسات الكبرى التي لا تفرق بين أبناء الوطن؟ الانسياق خلف الأوهام والتركيز على سلبيات توجد في كل المجتمعات وتجييرها بأنها ضد فئة معينة هو مجرد استثارة لعواطف الشباب والمراهقين ويجلب المزيد من الانفعالات ويكون سببا في تكريس روح العداء للمجتمع الذي يعيشون فيه. لا أعرف لماذا يبالغ البعض في إشغال أذهان الشباب بالتفكير في خرافات لا وجود لها، وما فائدة الإصرار على تصوير الواقع أمامهم بأن كل شيء ضدهم. لماذا لا تستبدل هذه الأوهام برؤية واقعية لا تحجب عن أعينهم رؤية المستقبل السليم ولا تغّلف عقولهم بأوهام لا توجد إلا في أذهان المتمسكين بها. الاستمرار في تكريس روح العداء بين الشباب ووطنهم لا بد أن يقود إلى تفكير غير عقلاني ويؤدي إلى عدم إحساس هؤلاء الشباب بالمسؤولية تجاه وطنهم، وتبرير كل شيء بأنه ضدهم وكفيل بقتل روح الولاء وسوف يساهم في تنشئة شباب يحملون نفسيات مثقلة بأزمات الماضي بكل متناقضاته، منفصلين عن الواقع، مشغولين باجترار الماضي بكل ما يحمله من مآس وصراعات وأخطاء فردية ويرسمون مستقبلهم من خلاله، فيكونون أسرى لتفسيرات لم يعد بالإمكان القبول بها في القرن الحادي والعشرين. المجتمع السعودي يحترم جميع أفراده بمن فيهم المواطنون من إخوتنا الشيعة، وهذا ليس مستغربا، بل إنه عين الصواب، ولا أعتقد أنه من الحكمة القيام بأعمال استفزازية من قبل الأقليات ربما تؤدي إلى فقدان التعاطف والاحترام من قبل الغالبية العظمى من أفراد المجتمع السعودي.