م. طلال القشقري - المدينة السعودية أؤمن أنّ القائلين بأنّ بعض مُبتعثينا يتنصّرون في الخارج، حيث يدرسون، هم سطحيّون، إذ لم يعضدوا قولهم بإحصائية رسمية، سعودية، أو أجنبية، لمُبتعثٍ واحدٍ قد تنصّر!. كذلك، أؤمن أنّ الذين خالفوا هؤلاء القائلين في الرأي، ووصفوهم بالمُهايطين، أو المُوَسْوِسِين، وزعموا أنّ مُبتعثينا مُحصّنون ضدّ التنصير، هم سطحيّون، فمُبتعثونا ليسوا معصومين، وقد يكون منهم مَن لديه الاستعداد -ولو جزئيًّا- للتأثُّر بخطر التنصير!. رؤيتي أنا، ليست إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، فالمُنصِّرون أدركوا صعوبة تنصير المسلمين، خصوصًا من بلادنا، مهْد الإسلام ومنبعه، فغيّروا تكتيكاتهم، ورأوا أنّ الإلهاء عن الدِّين الإسلامي هو نجاحٌ لا يقلّ -بالنسبة إليهم- عن النجاح في التنصير، فالهدف يكاد يكون واحدًا، وهو إنقاص الأرض وأطرافها من المُسلمين النموذجيين، وهو للأسف ما وقع فيه بعض مُبتعثينا، فكم من واقعةٍ سمعناها ورأيناها، عن هجْرهم للصلاة، أو انغماسهم في اللهو، وهو ما تقرّ به أعين المُنصِّرين الضالِّين!. طيب، ما الحلّ؟! أنا مع الابتعاث، لأنه أحد الحلول لمشكلاتنا التعليمية، وإحدى المطايا لنقلنا من العالم الثالث إلى العالم الأول، والمشكلة ليست فيه، بل في سلوك بعض المُبتعثين، وكنتُ أتمنّى أن تتعمّق آراؤنا لا أن تتسطّح، وتتطابق لا أن تختلف، نحو تهيئة المُبتعثين بما يخوضون معه الابتعاث دون تأثّرهم بما يُعايشونه فيه من تحوّلات ثقافية وصدمات اجتماعية، تهتزّ لها الجبال، ناهيكم عن الإنسان!.