يمر العالم اليوم بثورات وحروب وزلازل ومجاعة واقتصاد يحتضر من أقصى الشرق لأقصى الغرب. ونحن عندما نتذكر هؤلاء يجب أن نتذكر فئة في وطننا أيضا, فئة لا حول لها ولا قوة, فئة مرعوبة في منازلها. لا نحب أن نتكلم عن قضايا كثيرة تؤلمنا ولكن في طرحها طريق المهمومين إلى النجاة. لم نخض في موضوع زواج القاصرات بالحجم الهائل إلا بعد أن لقيت طفلة مصرعها في ليلة زفافها من مسن فبدأنا في محاولة مناقشة ودراسة وضع قوانين لحماية هؤلاء الأطفال من جهل أو جشع أهاليهم. وهذه قصة مواطنة جامعية يعتدي عليها أخوها المدمن . أبوها متوفى وأمها عجوزة مقعدة, يبدو أنه ليس لها أعمام أو رجل كبير في العائلة. ذهبت إلى عدة جهات تستغيث وتطلب المساعدة. وجميع هذه الجهات امتنعت عن التدخل لأنها على حد قولهم ليس لها دليل وأن القضية «مشكلة عائلية», وحتى جمعية حقوق الإنسان لم تستطع البحث فيها من كمية القضايا التي في متناولهم. حتى استطاع الأمان الأسري أن يشد من أزرها ويأخذ قضيتها على عاتقه. وكان الله في عونها وعونهم. ومن أهم عوامل وأسباب هذا العنف إدمان المخدرات أو الخمور أو الاضطرابات النفسية أو العقلية. وحسب صحيفة أنباؤكم الالكترونية أن عدد مدمني المخدرات ومتعاطيها بلغ نحو 120 ألفا في العام 2005، وأن مؤشر الإدمان في ازدياد فهذا يعني أن 120 عائلة سعودية فما فوق تعاني من هذا المدمن نفسيا ومعنويا وماديا وربما كما في حالة المواطنة البائسة -جسديا, وهذا بالطبع عدا احتمالية حالات الاعتداءات من قبل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية دون رقابة ولي الأمر الراشد لبقية أفراد الأسرة. إن التوعية من أكبر سبل التعريف بآليات التصرف والتعريف بالجهات المسؤولة عن هذه الحالات. وقد قامت إحدى المستشارات النفسيات الأخصائية ريم الحارثي بوضع دليل إرشادي تابع للجمعية الوطنية لحقوق الانسان وبرنامج الأمان الأسري يستهدف جميع الفئات بعنوان: «حملة وقف العنف ضد الأطفال - غصون الرحمة» وقد تستفيد منه أكثر من فئة: من آباء وأمهات وأطباء ومعلمين وأخصائيين نفسيين ليوزع على البيوت والمدارس والمستشفيات وأقسام الشرطة لكي يراقبوا أوضاع أبنائهم الجسدية النفسية الاجتماعية ويرصدوا أي تغير ويتعاملوا معه بالتبليغ للجهات المختصة والمتابعة المذكورة في الدليل من الشرطة لوزارة الشؤون الاجتماعية للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان لبرنامج الأمان الأسري لهيئة حقوق الانسان. وتضيف الأخصائية ريم الحارثي والمعدة للدليل الإرشادي أن الأصح أن لا تخرج المعتدى عليها من بيتها فتوضع في ملجأ غريب وحيدة بعيدة عن محيطها وبيئتها, ولكن أن يخرج المعتدي من المنزل ويفصل عن السكن مع المعتدى عليها حتى بعد تنفيذ الحكم. أتمنى أن يحد ويردع هذا الدليل الإرشادي من هذه الاعتداءات وأن يتعاون الأفراد فيبلغ كل من يعلم عن اعتداءات كهذه وان كان ذا قربى الجهات المختصة لأن الساكت عن الحق كالشيطان الأخرس, فلن ننساكم بالدعاء أيتها الفئة كبرت أم صغرت في هذه الليالي الفضيلة. اللهم فرج هم المهمومين ونفّس كرب المكروبين ونوّر بيوت المسلمين جميعا بالضياء والنور والراحة والسرور .