سمعت من أستاذي د.عبدالقادر طاش- رحمه الله- في حج إحدى السنوات عن قناة إسلامية ستنطلق في عالم الفضاء، وطلب مني ومن بعض الزملاء الإسهام بالمشاركة قدر الجهد. وأتذكر أن برنامج (كيف تقرأ القرآن) لم يكن عليه أي اتصالات في أول بدايته، فكنا بالترتيب مع بعض طلاب النوادي الصيفية نستقبل الاتصالات من مكتب القناة إلى النادي عبر الهاتف قبل الجوالات لا العكس. والحال كذلك مع برنامج (مدارات) حيث كنا بصحبة الأخ خلف السليمان، ننسق الاتصالات مع الشيوخ. لعل هذه القصص وأمثالها كثير لمن عاصر اللحظات الأولى لقناة اقرأ قد تبدو طريفة، ولكنها بفضل الله حققت قفزات بلا منافس في البلاد الأوروبية والشرق أوسطية وأمريكا. ورغم أن قناة (اقرأ) مرت بظروف متعددة، وتباينت فترات قوتها نظراً لطبيعة الإدارة التنفيذية، إلا أنها في الآونة الأخيرة، استعادت شيئاً من عافيتها، ونشطت بشكل جاد، في عدد من البرامج المميزة، واستقطبت عدداً من الكوادر الإعلامية، والنخب الدعوية المحبوبة. وتوَّجت قناة اقرأ وهجها بإطلاق عدد من القنوات بلغات مختلفة، لتغطي جميع قارات الدنيا. وإنه بهذه المناسبة السعيدة في شهر رمضان، نجد أن قناة اقرأ قد أدت بعض الواجب على الأمة الإسلامية في نشر رسالة الإسلام، وبخاصة أن الرسالة من مثل قناة اقرأ، مأمونة الجانب والعواقب. فقد أُسست القناة ولا تزال على التوازن في الطرح، والشمولية في الموضوعات، والتقريب بين الأفكار والمذاهب السنية، واستمرت كمدرسة تخرج الكوادر، وتصنع النماذج، وتبرز القدوات. وهذا العطاء الطويل والجهد الكبير، يجعلنا نطالب القناة بمزيد تميز، وقوة تنافس، وجودة تنوع. إنه وبتكامل عرس قناة اقرأ، نرفع أكف الضراعة للمولى جل جلاله أن يجزي الشيخ صالح كامل خيراً على دعمه اللا محدود للقناة، وسعيه المتواصل لتبقى اقرأ منارة هادية للمسلمين في كل مكان، والشكر موصول لكل القائمين على القناة وفي مقدمتهم مديرها العام الأخ محمد سلام، الذي جدد روح القناة، وسعى بعقلية البناء والتطوير، وكذا للأخ محمد الجعبري الذي عمل صامتاً خلف الكواليس، ثم برز نجمه في برنامجه المتألق (ذكريات) في أجزائه الثلاثة. لن تكون أعراس اقرأ مكتملة ما لم تنطق شفاهنا بالرحمة للدكتور محمد عبده يماني- رحمه الله- الذي كان له دور بارز، وحظ وافر في دعم القناة مادياً ومعنوياً، وتسهيل كل السبل لنفع العباد، وبخاصة فترة المواسم. وختاماً: إننا لنأمل أن نرى اقرأ كما عودتنا صاحبة التجديد والسبق، في البرامج الهادفة التي اهتدى بسببها الملايين، والأفكار الرائدة كمخيم الحج الذي كان أعجوبة في عالم القنوات حينها، وما ذلك على اقرأ بعزيز.