أجزم بل أقسم بأن الجميع كان ينتظر ماذا ستسفر عنه الفضائيات من جديد في شهر رمضان، كانتظار الغالبية بشوق صلاة التراويح وأطباق السمبوسة بالفرن. منذ اليوم الأول للشهر الفضيل والفضاء الإعلامي لبس ثوب الاهتمامات المختلفة، حيث ذهبت القنوات الإخبارية إلى سرد القصص الميدانية التي لها علاقة بالحالة الرمضانية، في حين كرست القنوات الدينية جهودها في البرامج المفتوحة والنصح والإرشاد، أما القنوات المنوعة فغارقة في المسلسلات والمسابقات، والقليل من برامج مؤسسات الإنتاج الإسلامية، ولكي لا تقع في شرك النقد الجارح تنقل أذان صلاة المغرب على استحياء، بعد أن كانت تنقل الصلاة كاملة قبل سنوات مضت. من المبكر جدا الحكم على ما يعرض الآن، رغم أن كثيرها نسخ مكررة، ولكن المَخرج في ذلك زاوية التناول للأشخاص المقدر لنا رؤيتهم في رمضان من كل عام. إذا كان الأشخاص من العامة يتناقشون يوميا في مضامين الفضائيات حول الجديد وجرأة الطرح فإن المنتجين بنفس الحوارات، ولكن في الجانب الفني، بالحديث عن نوعية الكاميرات، ولمسات المخرجين، وميزانية الإنتاج وهكذا. الشقيري في "خواطره" أحرج البقية التي تسمى برامج الاتصالات، ومسلسلات الخصر والمكياج، ومسابقات الضحك على الذقون، حيث أثبت أن الإعلام قناة إصلاح وليس وسيلة تدر الأموال بعيدا عن عين القيم الاجتماعية. "خواطر" أكد أنه العمل الأضخم مضمونا وماديا، فالمضمون يحكي لنا أننا أوطان تسير إلى الخلف، مع وجود رغبة الشعوب في اللحاق، أما سفره لتسع دول فهو البرهان على ضخامة الصرف المادي لطاقم العمل، من تذاكر وسكن وإعاشة، ناهيك عن بعض الدول والأشخاص الذين يطالبون بالأجر المادي للمشاركة. الشعب يريد.. منهج خواطر في رمضان هذا العام، ليواكب الثورات العربية في مصطلحاتها وأهدافها بعيدا عن المقارنات، مقدما الحلول فقط.. حقا عمل يستحق الثناء، لأنه يحترم العقل والإرادة، ولكن على الزميل أحمد أن يعلم بأن كثرة حركة الكاميرا مزعجة للعين وتفقد سماع بعض الكلمات.