طلب مني صديق الكتابة عن رسالة يتداول الناس أجزاء منها إلكترونياً منسوبة إلى موظف في شركة الاتصالات تقول «بعض موظفي الاتصالات يستطيعون الإطلاع على صور الفتيات، وأنا شخصياً أؤكد لكم وجود إمكانية هذا الشيء، جميع موظفي الاتصالات بإمكانهم الدخول عبر النظام لديهم لأي رقم ويرون الرسائل المتعددة الوسائط وصور الفتيات والمراسلات فيما بينهم». الموظف ينقل عن أحد الموظفين أنه «دخل على رقم صديقة له ودخل على رسائل الوسائط التي أرسلتها من جوالها لأحد قريباتها وفاجأها بأن صورها لديه»، ولتأكيد المسألة تقنياً يستشهد كاتب الرسالة المجهول بقوله: «في حالة كان جوالك يستقبل ولا يرسل وجاءتك رسالة وسائط من أي شخص لا تظهر لك الصور وفقط يظهر لديك بأن الرقم الفلاني أرسل لك رسالة وسائط، وبإمكانك مطالعة الصورة عبر موقع الشركة، ويعطونك رقماً سرياً لفتحها! بمعنى الصور محفوظة وموجودة لديهم» حسناً، هناك أهداف كثيرة في هذه الرسالة، فالهدف الدعوي الوعظي واضح، وهو موجه للبنات ألا ترسلن صوركن، أو بعبارة أوضح لا تلتقطن الصور من أساسه، ولا تعقدن صداقات مع الشباب، بخاصة الشباب الموظفين في إحدى شركات الاتصالات، أو من لديهم أقارب أو أصدقاء في إحدى شركات الاتصالات. الحقيقة لا أعرف شخصياً لماذا ترسل الفتاة صورتها لأي أحد، سواء أكان صديقتها، أو زميلتها، ولماذا ترسلها عبر الجوال؟ لماذا لا تستخدم البريد الإلكتروني؟ هنا سيكون في مقدور موظفي شركة «جي ميل»، «هوت ميل»، «ياهو»، وغيرها الاطلاع على صورتها. كانت هناك مشكلة في شركات الاتصالات من اطلاع الموظفين على بيانات العملاء، وتسريب أو استخدام أرقام السيدات أو الفتيات، واتخذت إجراءات صارمة في هذا الشأن، وأعتقد أن محتوى الرسالة أعلاه صحيح تقنياً، لكن بسؤالي موظف في إحدى الشركات أفاد أن أي دخول من هذا النوع يسجل برقم المستخدم الخاص بالموظف «يوزر نيم»، وبالتالي يمكن رصد وملاحقة من يسبب مشكلة لعميل. القضية ليست في التصوير أو إرسال الصور، القضية تتمحور حول صداقة الفتاة بموظف الشركة، وعليها كما تستفيد من معلومات معينة دفع ثمن المخاطرة! لو كان هناك من خطر أخلاقي، واجتماعي، وأمني في الهواتف النقالة، فهو يتمثل حتماً في الأرقام مجهولة الهوية، التي تباع وتستخدم في كل مكان، وهي وسيلة ضعاف النفوس، وهي إدارة المجرمين، وهي سبب حقيقي للتشكيك الدائم في رغبة شركات الاتصالات المتنقلة الكثيرة في محاصرة هذه الظاهرة المربحة لها، على رغم خسائر المجتمع منها. أي يا بُنيه، لا ترسلين صورك بالهاتف الجوال، من يريد رؤيتك عليه أن يراك في منزلكم رسمياً، وليس في جواله «صياعة».