هذا السؤال طرحه معالي وزير العمل في لقاء مخصص للحديث عن برنامج (نطاقات) وتوضيح أهدافه وطريقة تنفيذه. وقد أشار معالي الوزير في هذا اللقاء الى أن الشباب يشكون من زيادة إصدار التأشيرات، والقطاع الخاص يشكو من التشدد في إعطاء التأشيرات ومن هنا تبرز أهمية الحلول المتكاملة , والنظرة الشمولية لقضية توطين الوظائف. التفكير الايجابي يدفعنا للاشادة بوزارة العمل بمبادرتها وطرحها لبرنامج (نطاقات) كبرنامج تحفيزي لتوطين الوظائف. هذه خطوة ايجابية ومبادرة تحرك المياه الراكدة,وسيكون الحكم على نجاح البرنامج أو فشله من خلال معيار التطبيق، ويحسب للوزير وفريق عمله أنهم يسعون لإثراء أفكارهم ورؤاهم بمشاركة الآخرين ,ويبحثون عن النقد الموضوعي وكل مايساعد على نجاح خطة توطين الوظائف. برنامج نطاقات بلا شك يستحق أن يعطَى فرصة، وأن يكون واضحا للجميع بكل تفاصيله قبل تطبيقه. وفي النظرة الشمولية نرى أن يكون برنامج نطاقات جزءاً من خطة وطنية استراتيجية لتوطين الوظائف تشترك في إعدادها وتنفيذها كافة الجهات ذات العلاقة ومن أهمها وزارة المالية ووزارة الداخلية, ووزارة الخدمة المدنية,ووزارة التربية والتعليم ,ووزارة التعليم العالي. هذا يعني ان تأخذ الخطة في الاعتبار عوامل كثيرة من أهمها مخرجات التعليم العام , والتعليم العالي, والمؤسسة العامة للتدريب المهني وكذلك مجالات التوظيف المتاحة ومنها القطاعات الأمنية والعسكرية.. إن الحلول المتكاملة التي أشار اليها معالي وزير العمل في اللقاء الذي أشرنا اليه تتطلب تحقيق التكامل, والتنسيق المستمر المبرمج بين القطاعات المسؤولة عن التوظيف والموارد البشرية لقد تجاوزنا مرحلة التشخيص، والمجتمع منذ سنوات يسلط الضوء على المشكلات والمعوقات في سوق العمل وقد حان وقت الانتقال من التنظير الى التطبيق.. الوزارة لديها الآن خبرة متراكمة ومعرفة جيدة بتلك المشكلات والمعوقات وتعلم على سبيل المثال بوجود مايسمى بالتوظيف الوهمي,وكذلك بعض التسيب في برامج التدريب المدعومة بصندوق الموارد البشرية، وتعلم الوزارة كذلك بوجود التستر والعمالة المتسيبة. لذالك نتطلع الى تنفيذ ما يصدر من أنظمة وقرارات. إن برنامج (نطاقات) برنامج جيد لكنه لن يكون الحل الوحيد لتلك المشكلات, والمؤمل ايضا أن لا تتحول وزارة العمل الى جهاز رقابة وتفتيش. من هنا نتطلع الى منظومة شاملة برؤية استراتيجية تقدم حلولا على المدى البعيد لقضية تنمية الموارد البشرية وفقا لما هو وارد في خطط التنمية للمملكة. وفي هذا الاطار أتمنى من وزارة العمل تقييم الوضع الراهن للقيادات الاداريه في القطاع الخاص وان يكون لهذا الموضوع أولويه في خطط الوزاره. أخيراً, فقد أشار معالي الوزير إلى أن برنامج ( نطاقات) يتميز بأنه عملي وواقعي,ومنصف,ونحن نقول إننا لمسنا الجدية والرغبة الصادقة لدى الوزير وفريقه في إحداث نقلة نوعية في قضية توطين الوظائف ونتطلع الى الميدان العملي فهو المحك وننتظر المبادرات الأخرى التي أشار اليها الوزير في هذا اللقاء ليكون لدينا أكثر من (نطاقات) كي نحقق الحلول بعيدة المدى..