فسبك يفسبك فسبكة، والفسبكة لغة هي «قط الوجه»، ويقال فلان فسبك أي اقتحم العالم الافتراضي، ولتتفسبك ما عليك إلا أن تأتي بجهاز، لا هو سحر ولا خيال صنعه الفرنجة لمحاربة الإسلام والمسلمين ولهدم قيمهم واختراق قناعاتهم، وهذا الجهاز عرف في الأثر حاسوباً، واليوم هو حويسب، كفانا الله وإياكم شره، وإذا تحصلت عليه فينبغي لك أن تفتح حساباً في موقع يدعى بلسان العرب «وجه الكتاب»، ومن ثم تتقدم بطلب إضافة، وروي عن مفسبك، أنه رأى بأم العين كيف يتفسبك الشبان والشابات من دون رقيب ولا حسيب ويقهقهون من دون مراعاة لمشاعر الآخرين، ونقل عن كبير الفسبكة، أن قوماً من أشباه المتفسبكين ممن يملكون أدوات الشيطان، «الايفون» و«البلاك بييري» سعوا لإثارة الفتن والعياذ بالله من خلال المسنجر في الاول والفايس تايم في الثاني، ما دعا شركات الاتصالات لحظره، فتشتت شملهم، وردوا على أعقابهم خاسئين، ما دفعهم إلى التوترة، والتوترة عند الغرب لتداول أخبار المشاهير، وعند الأعراب «فشة خلق»، ويقال فلان توتر أي غرد، وتويتر، وعلى رغم قصر قامته التي لا تتجاوز 140 من الحروف الهجائية، هو شر مستطير، ففيه من السياسة ما لا يوجد في مجلس الأمن، ويضم في ثناياه أفكاراً تغريبية كقيادة المرأة والعياذ بالله، ويشهد من عبارات القذف ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وفيه يختلط الرجال والنساء بعيداً من أعين الهيئة، فتسمع الفتاة المسلمة من رطب الحديث ما يرق له الجبال، الى أن تضعف وتذهب طائعة إلى البريد الخاص، فيكون ثالث خلوتهم الشيطان، ومن ثم يتحقق هدف إبليس اللعين في الجمع بين متوترين على «الدايركت مسج» أي الخاص. وأحياناً يجتمع المتوترون في حفلات مجون صاخبة يطلق عليها «الهشتقة»، وما أدراكم ما الهشتقة، فهي غالباً سم رعاف يقصد بها طرح موضوع للنقاش ومن ضمنها النيل من كبار المحتسبين وأفكارهم النيرة التي تتحدث عن «ليبرالي تاب» وباقي الأجهزة الكفية الحديثة»، والهشتقة فيها كثير من «الشكشكة»، وفيها يخرج نفر بفكرة أو يطرح اسماً فيتناوبون عليه ولا يعرضون عنه حتى يصبح اسمه جثة هامدة، نجانا الله وإياكم من شروره. وتويتر لمن لا يعرفه هو أقرب «لحارة من المساطيل»، فهنا قوم زهدوا وتركوا الدنيا ومتاعها وتفرغوا لحل قضايا المرأة والبكاء على حقوقها المهدورة، وهناك سيدة تضع صورة الليدي قاقا هداها الله شبه عارية فيأتي من يسأل بسذاجة «جميلة صورتك أين التقطتيها»، وهنا قوم يشجعون على مقاطعة الانتخابات ما لم تنتخب نساؤهم، ومجموعة من النساء يردن ارتكاب معصية قيادة السيارة، ويحرضن عليها نجانا الله منهن، وآخر لا يملك شيئاً ليقوله فيستنجد بقوقل ليسرد له ما قاله الآخرون ويتباهى به، والداعية اللطيف يروج لخطبته المزلزلة. وفيما هم في ذروة حديثهم يخرج متوتر من إحدى الزوايا بعد أن استيقظ من نومه للتو وهو يردد «من زود الفضاوة»، «آه ياليل» لشيرين ابنة أبيها، فيما آخر يعلن أمام العالم أنه سيتناول فطوره. إخواني الافتراضيون في تويتر وفيسبوك، أحذركم ونفسي من هذا العالم، فهو والله مدعاة للفسق والفجور، وهناك من يسعى للنيل منكم. واعلموا أن الشيطان قد تمكن منه، فالحذر كل الحذر من تمكينه منكم، فهو ملهاة عن الكثير من الأمور الخيرة، وخطورته تكمن في أنه يجعل من الاختلاط أمراً مباحاً، ولوحظ أن أحد أشد معارضي الاختلاط بدا يظهر منه لين الجانب مع المتوترات، وهذا من فعل الشيطان، فلا بد من التصدي للاختلاط وإبقاء تويتر تحديداً للذكور، وإنشاء «تويترة» للإناث ولا يمنع ان يقوم عليها جهاز الهيئة، بعد تدشينه مركزاً للتواصل الاجتماعي، من دون الاستغناء عن عدد من المحتسبين الأفاضل، لإحباط مخططات الغرب والليبراليين «الذين لم يتوبوا بعد» والتغريبيين، وأيضاً لإحباط مسعى تنصيره بعد أن صاغ البابا بنديكتوس السادس عشر أول رسالة تويترية لرئيس الكنيسة الكاثوليكية تضمنت اعترافاً بشركهم. ولا مانع أن يقوم الأفاضل، بإغلاق الحسابات وقت أداء الصلاة. ختاماً: يا متوترون اتحدوا واختلفوا وغردوا... لكن لا تنعقوا!