هناك قواسم مشتركة بيني وبين أشهر مقدمة برامج تلفزيونية في العالم الأمريكية، أوبرا وينفري، فهي سمراء، وأنا كاكاو بالقهوة التركية، وهي من أصول أفريقية وأنا أفريقي أصلي، وهي تعمل في مجال التلفزيون، وأنا سيم سيم كما يقول الآسيويون في منطقة الخليج، وهي تملك سيارة واحدة وأنا «نفس الشيء».. أنا أعرف أن سيارة عن سيارة «تفرق»، وقد سمعتها تتكلم مؤخرا عن سيارتها الحالية: رأت صديقا لها يعمل ممثلا يركب سيارة صالون فارهة وفاخرة فأبدت إعجابها بها، وصبيحة اليوم التالي وجدت سيارتين من نفس النوع أمام بيتها هدية من الممثل - واحدة لها والأخرى ل«كلبها» (خصصت حلقة كاملة لكلبها الذي مات وارتفعت أصوات النحيب والعويل في الاستوديو عندما شاطرها الجمهور الأحزان وتبرع لها نحو 50 ألف شخص بكلاب صغيرة فاختارت من بينها واحدا هو صاحب السيارة الثانية) ولكن ولله الحمد فإن أوضاعي المالية لم تتعرض لأي هزة بسبب الأزمة المالية العالمية، فخسائري في سوق الأسهم كانت صفرا، لأنني لا أعرف موقع ذلك السوق، وجميع ودائعي في الحفظ والصون تحت قمصاني في دولاب/ خزانة الملابس التي أضعت مفاتيحها يوم شرائها.. عندما أتابع مقدمي البرامج الحوارية في فضائياتنا أحس بأن أوبرا مظلومة.. أوبرا تقرأ الكتب بنهم، والمؤلف السعيد هو الذي تذكر اسمه في برنامجها فتبيع كتبه مئات الآلاف من النسخ في ساعات، وبالمقابل فقد خسرت أوبرا 400 مليون دولار خلال عام 2008، وصار وضعها المالي مزريا وبائسا بدرجة أنني أفكر في تنظيم حملة تبرعات لها وسط السود في كل القارات: عيب يا ناس بنتنا تخسر كل ذلك المال وليس عندها بعل ولا عيال ولا نقف بجانبها في محنتها.. ولولا خوفي على سلامتي الجسدية والعقلية (لأسباب يعرفها كل متزوج)، لتقدمت طالبا يد أوبرا لأنها بحاجة إلى «رجل» يقف معها في محنتها الراهنة: خسرت 400 مليون دولار ولم يتبق لها مال (كاش) سوى مليارين و300 مليون دولار بس.. أقول لكم: الأعمار بيد الله وسأثبت أنني رجل وأعرض على أوبرا الزواج واللي بدو يصير، يصير.. يا للسعادة: أينما ذهبنا سويا بعد الزواج يتهامس الناس (بالإنجليزية طبعا): ذات إز جافرا أوبرا.. (ما فيها شيْ: ليديز فيرست) يعني «بنت الذين» هذه كانت تملك نحو 3 مليارات من الدولارات العام الفائت.. ونحن نحسد هيفاء لأن خاتم زواجها كان ب400 ألف دولار، ونطربق الدنيا فوق تحت لأن فيفي عبده ترقص نظير 25 ألف دولار في الساعة في ليلة رأس السنة.. أوبرا لا تملك شيئا من «مؤهلات» هيفاء أو فيفي.. بل هي أقرب من حيث الشكل والحجم إلى الممثل الكويتي داود حسين، وكسبت آلاف الملايين من «الكلام».. يعني ليس من الغناء أو «رقصني يا جدع» بل تأتي بضيوف يجلسون معها وتتونّس معهم و.. بس.. طيب أنا مستعد أتونّس يوميا 14 ساعة نظير عشرة دولارات في الساعة .. هم يدفعون لأوبرا.. أحسبها أنت: تتقاضى 350 مليون دولار سنويا نظير تقديم 52 حلقة من برنامجها الذي يمتد لنصف ساعة أسبوعيا، وتتخلل كل حلقة منه فواصل إعلانية لنحو 12 دقيقة.. يعني نحو مليوني دولار نظير ونسة مدتها 18 دقيقة. وعندما أتابع مقدمي البرامج الحوارية في فضائياتنا أحس بأن أوبرا مظلومة.. أوبرا تقرأ الكتب بنهم، والمؤلف السعيد هو الذي تذكر اسمه في برنامجها فتبيع كتبه مئات الآلاف من النسخ في ساعات، بينما من الواضح أن مقدمي البرامج عندنا لا يستخدمون عيونهم إلا للنظر في المرآة وفيما يتعلق بحاسة الفهم عندهم، تستطيع أن تدخل خيطا من الأذن اليسرى وتتسلمه عبر الأذن اليمني دون أن يعترض شيء طريق الخيط.