حسبما تفيد قصاصة احتفظت بها حينا طويلا من الدهر، فقد قضت محكمة حلوان بمصر، بسجن صاحب مخبز لسنة واحدة وتغريمه 100 ألف جنيه، ولا يجوز لأحد ان يتدخل في أحكام القضاء في أي بلد، ولكنني «حِشري» بطبعي، وأتدخل كثيرا في ما لا يعنيني، ومن ثم أصرخ بأعلى صوتي بأنني أعتبر العقوبة قاسية لأن كل ما فعله المحكوم عليه هو أنه باع خبزا غير نظيف.. طيب الحكومات تبيع لنا ماء غير نظيف! وتجعلنا نتنفس هواء غير نظيف .. شوفوا طريقة اسجنوها وأريحونا منها .. تخيل الحكومة غائبة لأنها في السجن، ونكون أحرارا نسوي اللي بدنا إياه.. نعيش بكيفنا وعلى كيفنا.. نستولي على أراضٍ في أحياء راقية.. نتوقف في الشوارع عند الإشارات الخضراء ونعبرها عند الإشارات الحمراء.. ونهجم على البنك المركزي ونسحب منه سبائك ذهب، فطالما هو مركزي مملوك للبلد كلها فلك فيه حق نتوقف في الشوارع عند الإشارات الخضراء ونعبرها عند الإشارات الحمراء.. ونهجم على البنك المركزي ونسحب منه سبائك ذهب، فطالما هو مركزي مملوك للبلد كلها فلك فيه حق . المهم: اشتكى مواطن مصري للشرطة لأنه اشترى رغيف خبز من «الفرن» ووجده غير صالح للاستهلاك الآدمي!! هذا المواطن مفتري.. عادي جدا ان تجد خيطا أو مسمارا أو شعرا مستعارا في الخبز، فعلام الضجة والمحاكم و»آخرتها» يدخل صاحب المخبز السجن؟ قال الشاكي إنه وجد فأرا في الرغيف!! وفيها إيه؟ أنا شخصيا سبق لي ان وجدت رباط جزمة في الخبز، والمعروف ان الفئران كائنات طفيلية وتسكن حيث يتوفر الطعام بلا استئذان، والمخابز مكان مفضل للفئران بسبب توفر أكياس وجوالات الدقيق، والفأر الذي وجدته يا صاحبي راح فيها لأنه دخل العجانة وثم الفرن حتى وصل اليك. يقول الشاكي: الوضع ما كانش كده.. فاكر يا أبو الجعافر النكتة البايخة اللي كتبتها كام مرة في مقالاتك عن الراجل اللي كان قاعد جنب وحدة ست في الباص وسألها: إيه البتاعة السودا اللي على خدك يا هانم؟ فقالت: دي شامة!! فرد عليها: لا .. دي بتمشي!!! أهه الفار اللي لقيتو في الرغيف ما كانش ميت .. كان بيمشي.. قطعت الرغيفة جاني مادد راسو وحاول يهرب بس ما قدرش!! بصراحة لم تكن عندي حجة لإقناع الشاكي بأن المسألة عادية وأنه قام بتهويلها،.. ثم كانت المفاجأة: كانت فارة مش فار؟ إزاي يا بيه؟ كيف يعرف الإنسان أن الفأر مذكر او مؤنث؟ قال إن الفأر كان حاملا ووضع ثلاث توائم أمام الشرطة وأنا أقوم بفتح البلاغ.. يا ألف نهار أبيض.. مبروك ويتربوا في عزك ولا أراك الله فأرا في رغيف لديك. تخيل: فأر حامل «في شهره التاسع» داخل رغيف .. وذنبك على جنبك إذا قرأت الجملة التالية: تكون عندك رغيفة كهذه وتجيب شوية خس وتأكلها وتضمن لنفسك نشويات وبروتين حيواني وفيتامينات وألياف .. وجبة كاملة.. بس أكل فأر وهو حي أمر صعب بعض الشيء خصوصا إذا كان بجوفه ثلاثة بيبيات (جمع بيبي).. هذا المواطن المصري محظوظ لأن الفأر كان حيا وتمكن من ضبطه.. يا ما الناس في العالم العربي تأكل فئران وصراصير مشوية وهي لا تدري! هل سمعتم بمدير المدرسة الذي مات في عاصمة عربية بعد ان شرب وبعض المعلمين شايا في مقهى.. تسمم بالشاي وبقي زملاؤه يصارعون الموت أياما في المستشفيات.. شاي مسموم؟ هذا إبداع عربي.. تاجر دقيق/ طحين سيء الحظ دخل السجن مؤخرا بعد ان وجدوه يخلط الدقيق بالجير الأبيض (مع ان الجير يحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم)، والمخيف عندنا هو ان واحدا من كل 100 ألف من باعة الطعام الفاسد يقع في قبضة العدالة وهذا الواحد يكون فأرا.. لأن القطط السمان لا تقع في المصيدة.