نجيب عبد الرحمن الزامل- اليوم السعودية أهدي مقالي هذا إلى الشابين اللطيفين المتطوعين من جامعة الملك فهد، اللذين قابلاني عند إشارة فندق الشيراتون بالدمام مساء الاثنين، وسلماني بطاقةً مكتوبٌ عليها: "شكرا لك .. ربطك حزام الأمان دليل على وعيك". ياللتطوع.. تفضلت سمو الأميرة جواهر بنت نايف بتربيتها الرفيعة، وتواضعها الراقي، وصدق تعاملها مع الناس، بأن تقدمت لمكان جلوس الوالدة وسلمتها درع التكريم بعد تسلمي جائزة شخصية العام التطوعي للعام 2010، سرتُ ليلا على ضفاف الماء بشرم الشيخ، وأتطلع لقبة السماء والنجوم تلمع بأشعتها الفضية، وتتراقص خرزات من فضةٍ على مويجات البحر.. وأتيقن أن فضل الله يفوق توقع أكبر ثواب يمكن أن أتخيله. كانت الجائزة تقدم لأول مرة في العالم العربي، ومن أكبر تجمع تطوعي رسمي تحت مظلة الجامعة العربية ومنظمة العمل التطوعي العربية، ومنافسي الذي رُشح أمامي مصري له أعمال مبهرة، ولا يمكن أن أصل لأطراف إنجازه، لكنه أولا فضل من الله، ثم أنها لم تكن لي، ولا بجهدي، لكن لأن الشباب السعودي أراد ذلك، ولو وضعوا أي اسم غيري لفاز. مع فرحتي القصوى بالجائزة لكن فرحتي الحقيقية هي علمي أن الشباب كانوا وراء الفوز لا أنا. يا للتطوع.. فقط بالأمس كان اليوم الأول لملتقى إبداع بنسخته الثامنة، وحيث إن موضوعه كان عن التطوع، فقد بادر القائمون على جمعية العمل التطوعي بتلبية طلب الملتقى بتأييده ومشاركته وتعزيز العمل معه من أجل رفع الأداء التطوعي في المنطقة، ولا أقول في رفع الوعي، فبناتنا وأولادنا يثبتون في كل محفل ومجال أنهم الأكثر وعيا وإنتاجا في المناشط التطوعية بكل أنواعها، على أن المفاجأة التي أعتبرها أكبر هدية قدمت لي بدون علمي، تمت بتدبير ليل، ومفاجأة لم تكن في الحسبان.. دعيت ووالدتي رافقتها شقيقتي إلى الحفل، لتجدا إعدادا ومناسبة أخذتا فيها بالدهشة والعاطفة اللامتوقعة، حيث أعلن عن تكريمي بواسطة والدتي، وتفضلت سمو الأميرة جواهر بنت نايف بتربيتها الرفيعة، وتواضعها الراقي، وصدق تعاملها مع الناس، بأن تقدمت لمكان جلوس الوالدة وسلمتها درع التكريم، ولا أستطيع نشر ما قالته أمي للأميرة المحبوبة، مشجعة ومؤسسة الأعمال التطوعية الأولى بالمنطقة، الذي جعل الأميرة تضحك.. فقفشات الوالدة ليست تلك التي تظهر على الملأ! ياللتطوع.. تعرفت على رجل من النوعية التطوعية التنظيمية الممتازة، وهو الأخ يوسف الكاظمي الأمين العالم لمنظمة العمل التطوعي العربي، وشخص اشتثنائي مصري لم أكن أستطيع أن أتخيل لقاءه يوما، لن أنشر اسمه الآن، ويقود ويؤسس أعمالا تطوعية ميدانية كبرى، تقدم بتواضع في ممر الفندق والناس يتابعونه يلتقطون معه الصور التذكارية، وهنأني، وقال: هقولك على حاجة ما تقَلَتْش.. لأول مرة يجمع العرب على أن يتفقوا على شيء، كان الاتفاق على المرشح الأول لهذا العام بالإجماع! ووضعنا بعض الأفكار لعمل استراتيجي تطوعي يمتد على الخارطة العربية، ولعل التطوع يصلح ما أفسدته.. أشياءٌ أخرى.