.. الملاحظ لأي ساكن في مدينة جدة أو متابع لأخبارها، بعيدا عن زحمة الشوارع وحفر الأرصفة وغلاء المنتزهات البحرية وارتفاع أسعار الشقق والفنادق و.. و.. سوف يكون موضوع احتراق أو انهيار مباني المنطقة التاريخية. فجدة تحديدا وتاريخيا هي ما كان داخل السور، وهي منطقة محدودة، وآثارها محدودة، وبعد هدم السور وامتداد المدينة شرقا وجنوبا وشمالا، لم يبق مما يدل على تاريخية جدة سوى بعض آثار المنطقة التاريخية. وقد سلمت بعض هذه المباني من الهدم وبقيت شاهدة على زمن قديم. وبين رغبة ملاك هذه العقارات في تطوير هذه المباني، والتطوير هنا الهدم والبناء من جديد، وبين الرغبة في المحافظة عليها كأثر تاريخي، اتخذ القرار ببقائها. ولكن هناك أحداثا غير واضحة جعلت هذا المباني تتهاوى مرة بالحرق، ومرة بالانهيار، وتسجل هذه الأحداث دائما ضد مجهول. إذا، نحن أمام حالة واضحة، جدة تفقد تاريخها شيئا فشيئا، وتاريخها الأثري محدود للأسف، وللرهان على الحفاظ على ما تبقى منه، لا بد أن تناط مهمة الحفاظ على جدة التاريخية بجهة بعينها لحماية هذه المباني، وتحويلها إلى واجهة تاريخية، وتقديم اللازم لكي لا تتهاوى أو تنحرق مرة أخرى. جدة هي واجهة حقيقية سياحيا وتاريخيا، وبوابة للحرمين الشريفين، ولا بد أن تكون مدينة تستحق وتليق بزوارها. وليس هذا بكثير.