المرأة السعودية لا تنتظر شهادة من أحد بمدى كفاءتها ومكانتها العالية ومشاركتها في إنجازات وطنها الشامخ ونجاحها في الوصول إلى أفضل المراتب العالمية ومنافستها لنظيراتها في الشرق والغرب دون أن تتنازل عن قيمها وأخلاقها وتدينها وحشمتها، بل لا أبالغ إذا ما أكدت على أن المرأة السعودية قد قدمت نفسها نموذجًا فريدًا لكل شعوب الأرض دون أن تهتم بالأصوات التي تحاول تشويه صورتها أو تلتفت لمن يصفها بالمتخلفة والرجعية ومسلوبة الحقوق أو ينعتها بأنها مجرد تابع للرجل لا أكثر، وهي بذلك لا يضرها رأي متشنج أو إساءة من قبل نكرة يصفها بألفاظ تترفع عن النطق بها الأفواه النظيفة. الوزير السابق ورئيس حزب التوحيد اللبناني الدرزي وئام وهاب أراد أن يشتهر ويعرف وحتى لو أتي برأي يثير الاشمئزاز وترفضه العقول السليمة فلم يجد أحدًا يتطاول عليه سوى المرأة السعودية عندما وصفها بأنها كيس زبالة أسود وبنى حكمه الجائر والوقح لمجرد أنه شاهدها بما لا يرضي ذوقه حين زار المملكة، وأطلق هذا الوصف عبر قناة تلفزيونية وتناقلته في الحال كل المواقع الإلكترونية وبثته للناس مقاطع اليوتيوب. الشيء من معدنه لا يستغرب واختيار السيد وئام لمفردة «زبالة» تعبر بالتأكيد عن فكر الوسط الذي يعيش فيه، وأعني داخل الحزب الذي ينتمي إليه وليس الشعب اللبناني الكريم والعزيز علينا في المملكة. ربما أنهم داخل الحزب المذكور يستخدمون مفردات أكثر سقوطًا ودناءة. لذلك قد لا يجد مفردة أكثر رقيًّا ليطرحها احترامًا لآلاف المشاهدين وحفاظًا لعلائق الود التي تربط الشعبين السعودي واللبناني وهي علاقات تاريخية لا يعكر صفوها حدث عابر. نحن السعوديين لا نرضى أن يمس كائن من كان أي فرد في مجتمعنا؛ لأننا بطبيعتنا لا نبادر إلى ارتكاب الأخطاء في حق الآخرين، أما وقد تهور الوزير المعزول بإلقاء الأوصاف الهابطة على المرأة السعودية فأعتقد أن الواجب علينا على الأقل الرد عليه وإفهامه إن كان جاهلاً بالمرأة السعودية ومن تكون والأدوار الرائدة التي تقوم بها وإنجازاتها الطبية والعلمية والأدبية، والتي اعترف بها العالم عبر منظماته الدولية وأشاد بها في أكثر من مناسبة. الكيس الأسود الذي يتهكم به الوزير السابق ويرى أن المرأة السعودية قد حبست داخله لم يحرمها من الوقوف على منصات النجاح والتتويج، فقد خاضت غمار الحياة في المنزل والمدرسة والجامعة وداخل المختبرات والمستشفيات، وسافرت لكل البلدان في طلب العلم وسعيًا في طريق البحث عن المعرفة دون أن تجد نفسها مضطرة للتخلي عن كيسها الأسود النفيس المملوء بالأخلاق والقيم النبيلة والذي يقيها من شرور النظرات الفضولية ويحميها من سهام العيون المتربصة والباحثة عن مواطن الجمال في تضاريس جسدها الغالي. هذه هي المرأة السعودية يا سيد وئام فهل مجرد احتشامها وإيمانها والتزامها بتعاليم دينها يجعلها مثارًا لسخريتك التي أضحكت عليك الناس وأفقدتك شعبيتك إن كنت تحظى بشعبية! إذا كان ثمة إشكالات داخل المجتمع واختلافات حول نسب مشاركة المرأة السعودية في تنمية وطنها فإن هذه الاختلافات تخص البيت السعودي وليس لأحد خارجه أن يتداخل معه أو يفرض وجهة نظره. وأخيرًا نتمنى أن يلقى وئام جزاءه الذي يستحقه من المحكمة التي تنظر القضية المرفوعة ضده.