الأكثر إيضاحاً أن نتأمل حقائق تملأ العقول.. منها ما تشمئز منه أكثريات في عالمنا الثالث، ومنها ما تيأس أن تصل إليه تلك الأكثريات في العالم الأول.. رجل الدولة الأول.. في العالم المتقدم هو رجل تواصل لدولته بين ما سار عليه مَنْ هو قبله من تطوير جديد، أو على الأقل محافظة على واقع تقدم كي يواصل مَنْ يأتي بعده سلاسة وطبيعة المشوار.. في العالم الثالث الأكثرية من مجتمع هذا الحشد السكاني التائه يتساءل عند بدايات رجل دولتهم الأول ما إذا كان سيوقف بعض تعدّد الإهمال والتراجع وضياع الحقوق.. مجرد بعض فقط.. أم - وهذا السائد - سيواصل بهم مهمات الهبوط؟.. نحن في الواقع.. في المملكة.. قبل أن نختلف عن أكثريات العالم الثالث وبالذات عالمنا العربي فيما نملكه من إمكانيات وولاء مواطنة يأتي رجل الدولة الأول في بلادنا.. وهو في الحقيقة الرمز لصفة المواطن الأول.. يأتي وهو نموذج تأسيس سعي لأن يأخذ الجميع نحو مثاليات العالم الأول.. الملك عبدالله في فكره وممارساته ليس مجرد رجل قائم بمهمات ملك دولة أو أنه يستجيب لبعض مطالبات إصلاح في مجتمعه.. هو أكبر من ذلك.. لو أخذنا فقط أهمية ما أسّسه من تنوّعات تطوير في التعليم والصناعة والاقتصاد والمرافق الاجتماعية لوجدنا أنه رجل يؤسّس منطلقات تطور كبرى ليست بالعادية أو السهلة أوسطياً أو عربياً أو حتى إسلامياً، فمن الخمس جامعات مثلاً إلى ما فوق الثلاثين ليس بالقرار السهل.. نفس الشيء تباعد أرقام الابتعاث.. أنواعها العلمية.. توزّع مواقع التطوير على كل امتدادات المملكة.. تأهيل تعدد مصادر القدرات الاقتصادية.. هذا قبل أربعة أعوام فقط.. ثم قبل بضعة أسابيع عندما عاد من المغرب سبقته قرارات تأسيس جديدة لقفزات امتدادات حضارية ليس من السهولة أن يحصل عليها أي شعب على امتداد عشرين عاماً.. ثم يتحدث أمس إلى أبنائه، إخوانه، أهل بيته الكبير من حدود سوريا والأردن حتى حدود اليمن بإعلان قرارات ملكية واسعة الأهداف والنتائج وحدها أيضاً رصد قدرات قفز بالمجتمع الذي مازال ساخن التصفيق لمصداقية الحب في قلب الأب الكبير عقلاً وعاطفة على منجزاته قبل أقل من الشهر، فإذا هو لا يكتفي بذلك لكنه يأخذهم إلى مرافق دفع هائل إلى الأمام في مرافق شتى ليس من السهل أن يشملها هذا التناول في موضوع واحد..