يعتذر النائب اللبناني وئام وهاب للمرأة السعودية عن وصفها بأكياس القمامة وهي ترتدي الحجاب الأسود. هو لا يعلم أنه بهذا السقوط في الإسفاف والتحقير إنما ينسف كل أطروحاته عن مجتمعنا السعودي وهو يبشر بهذه الأطروحات كل ليلة على القنوات الفضائية. يبرهن على دوافع الحقد لا الموضوعية، يبرهن على فهم مسطح ضحل لعادات وثقافة هذا الشعب وحجاب المرأة السعودية، فوق هذا لم يكن عادة ولا ثقافة. هو سلوك وتربية والتزام ومنهج حياة ووصفه الدنيء هو أمي وأمك، زوجتي وزوجتك وسأدعو وئام وهاب لبيتي، إن أراد، ليكتشف أنني لم أفرض هذا الحجاب على كل الإناث من حولي، وإنما هن من اخترنه سلوكاً وتربية والتزاماً طوعياً لمنهج حياة. سأدعوه ليكتشف ماذا بداخل هذا – الكيس – المزعوم الذي سأختصره في الحقائق التالية: أولاً، فنحن مثل كل مجتمع عربي، أو حتى غيره، لدينا قضايانا المثيرة للجدل حول أوضاع المرأة وحقوقها، ولكن، ثانياً، سأشرح له ماذا يدور من الحقائق – البيضاء – تحت هذا الحجاب الأسود. قد لا يعلم وائل وهاب أن أرصدة المرأة السعودية في البنوك المحلية تفوق المئة مليار هذه الليلة (96 ملياراً نهاية العام) الماضي، وأن سيدات الأعمال السعوديات وحدهن يدرن حزمة أعمال تفوق ميزانية أقل أربع دول عربية مجتمعة. قد لا يعلم وائل وهاب أن المرأة السعودية اليوم تشكل 23 ألف مبتعثة في كل أو جل جامعات الكون المرموقة، وهو رقم وحده يفوق رقم كل البعثات الرسمية العربية مجتمعة من الطلاب العرب الذين يدرسون على حساب حكوماتهم المختلفة. قد لا يعلم وائل وهاب أن المرأة السعودية في الجامعات المحلية تشكل 57% من مجموع الطلاب وفي كل التخصصات بلا استثناء، وأن نسبة الأمية الحقيقية بينهن لا تشكل سوى أقل من 9% ، وهو إنجاز يفوق بإيجاب معدل الأمية الرجالية في أي دولة عربية باستثناء تونس والخليج العربي والأردن. قد لا يعلم أن المرأة السعودية هي الأعلى عربياً في استخدام الحاسوب وفي معدلات القراءة بحجم مبيعات الكتاب، وهي الأكثر عربياً في دخول شبكة الإنترنت، والمرأة السعودية هي ضعف السوق العربي كاملاً في شراء الأجهزة الحداثية الإلكترونية. نعم، أعترف أن لدينا مشاكلنا مع وضع المرأة كأي مجتمع له قضاياه بنسب مختلفة ولكن: ما هو الإسقاط السخيف ما بين الحجاب العفيف وبين كيس القمامة؟