عضوان الأحمري - الوطن السعودية لا توجد قناة محايدة، ولا يوجد إعلامي محايد. لا توجد قناة محايدة، ولا يوجد إعلامي محايد. كل له أهواء ومبادئ، وقنوات لها أجندات وتوجهات. لكن هل يمنعنا كل هذا من نقل الحقائق كما هي؟ الأحداث العربية الأخيرة من المحيط إلى الخليج كشفت عورات وسوءات كثير من قنوات التلفزة الإخبارية وخصوصا تلك التي تعنون نفسها أنها قنوات الرأي والرأي الآخر! أي رأي آخر الذي تصبح فيه لغة التحريض وتصفية الحسابات حاضرة، أو لغة الاستخفاف بالمشاهد في خضم أحداث لم يعد لتخبئتها مجال في ظل وجود الإنترنت بجميع قنوات الاتصال فيه. في نفس الوقت، هذا الإنترنت الذي يحفظ الماضي لإعلاميين حاولوا أن يصبحوا أبطالا في الوقت الضائع! "العربية" و"الجزيرة" تتنافسان على نقل الحقيقة، لكن ما نراه هو أن كلا منهما تحاول أن ترينا ما تريد دون احترام لعقلية المشاهد الذي يعي أكثر من معظم العاملين في هذه القنوات. لم تعد المسألة تكمن في إظهار الحقيقة فقط، وإنما هي محاولة صراخ دون محتوى حقيقي يستفاد منه. وبعيدا عن الإعلام المتزن، هناك إعلام منتفع متسلق، وأقرب مثال عليه هو ما يمارسه عمرو أديب على قناة أوربت حاليا. هو وأخوه كانا أقرب الناس للنظام المصري السابق، وفجأة أصبحا يصرخان أكثر من أي وقت مضى دون احترام للمشاهد ويقومان بسرد القصص الخيالية عن حياتهما، والعذاب الذي ذاقاه. الإعلام العربي أصبح جالبا للحيرة أكثر منه جالبا للخبر ومحللا له. أصبح منبرا للعضلات الكلامية وبذاءة اللسان وتصفية الحسابات؛ هكذا نحن حين نجد أنفسنا أحرارا، نبدأ بالشتم وبعد ذلك يمكننا أن ندير رؤوسنا تجاه برامج عرض الأزياء والاكتفاء بمشاهدة الجمال بصمت بعيدا عن النفاق الإعلامي العربي.