سألني أحد الشباب السعودي الذين نفخر بهم وهو يعمل في مجال الحراسات الأمنية الخاصة (شركة خاصة رجل أمن) هل توجد إجازات؟ بمعنى أنه يعمل سبعة أيام في الأسبوع بدون إجازة أسبوعية وعلى مدار الثلاثين يوماً شهرياً وعلى مدار اثني عشر شهراً سنوياً، وحلف لي بالله العظيم بعد أن استحلفته بالله على صدق قوله وأيضاً شهد بذلك زميله في العمل وليته لم يشهد وليت ذاك لم يسألني. أعلم أن هناك تجاوزات في نظام العمل وأيضاً مخالفات وهو وضع طبيعي وهذه سنة الحياة، ولكن أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة من الظلم والقلوب إلى تلك القسوة المجردة من أية بوادر رحمة وتشغيل العاملين (البشر) سبعة أيام في الأسبوع بدون إجازة لا أسبوعية ولا شهرية ولا سنوية باستثناء الخصم من الراتب المتدني لأدنى درجة في حالة التأخير. إن ما أعرفه أن زمن العبودية والرقيق قد انتهى، إلا أنه وبكل أسف نعيشه اليوم بشكل يتناسب مع التطور فبدلا من الجلد والتعذيب يكون الخصم من الراتب مضافاً إليه الحرمان من الإجازة وهو حق إنساني قبل أن يكون حقا مكتسبا مدى الحياة. ولأن مقالتي قانونية وإنما طغت عليها الإنسانية تلك الصفة التي تجرد منها مسؤولو تلك الشركة والذين يقومون بتشغيل العاملين مدى الحياة بدون إجازة فلا أملك سوى مطالبة وزارة العمل بتكثيف الحملات التفتيشية على تلك الشركات فأعلم أن الأغلبية يطبقون النظام إلا أن هنالك قلة تجاوزت كل الحدود خاصة في ظل أن المسكين لا يستطيع أن يتقدم بشكواه إلى مكتب العمل حتى لا يتم فصله من عمله الذي لا إجازة فيه ولا علاوة باستثناء الخصم فقط. المحامي والمستشار القانوني*