أعجبني الشيخ الدكتور عائض القرني في مقال رائع له يتحدث فيه عن بعض الأخطاء التي يقع فيها المجتمع المسلم من كثرة النسل الذي يتحول إلى عبء اجتماعي وما قد يسبب ذلك من تأثير على المعدلات السكانية فتصبح غير مألوفة وتظهر تداعياتها من خلال الاستهلاك الجائر للمياه رغم شحها والطفح الذي قد يقع في الصرف الصحي والطرق والمطارات والمستشفيات، ويتحدث أيضاً إلى المدعين للعلم وهم لا يحفظون آية الكرسي وإلى أولئك الذين يعلقون شجرة الأنساب ليثبت لنا أنه من (أسرة آل مفلس من قبيلة الجهلة)، كما وصفهم الشيخ ويذكرهم بالوحي ينادي: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وضرب مثلاً بالنفس الوثابة العظيمة التي لا تعتمد على عظام الموتى لأن العصامي على حد قوله: يشرف قبيلته وأمته وشعبه، ولا ينتظر أن يشرفه الناس، ويستطرد الشيخ قائلاً: لقد كان نابليون شاباً فقيراً لكنه جد واجتهد حتى أخذ التاج من لويس الرابع عشر وفتح المشارق وصار في التاريخ أسطورة وهو القائل: الحرب تحتاج إلى ثلاثة: «المال ثم المال ثم المال»، والمجد يحتاج إلى ثلاثة: «العمل ثم العمل ثم العمل»، ويفصح الشيخ القرني في مقاله قائلاً: لقد غرونا بمدح أنفسنا حتى سكر القلب بخمر المديح على مذهب جرير: ألستم خير من ركب المطايا؟.. وقد ركب الآخر بساط الريح F/6 الكونكورد، ولو اجتمعنا ما أنتجنا سيارة (فلوكس فاغن) فضلاً عن (كراسيدا)، ورحم الله امرأ عرف تقصيره فأصلح من نفسه، ولا بد أن نقنع المريض بمرضه حتى يستطيع أن يعالج نفسه إلى أن يقول: وأرجو أن نقتصد في الأمسيات الشعرية فإن عشرة دواوين من الشعر لا تنتج صاعاً من شعير. لا فض فوك يا شيخنا، لقد شخص الداء ووصف الدواء، وقارنه مقارنة عادلة بالغرب في أكثر من صورة، ومثلك من أغلب الدعاة لا يجرؤون على قول ما قلت، ولعل المختصين يرشحون الشيخ لتقديم دورات تدريبية للدعاة، وأن يستفيدوا من مشوار الشيخ في الدعوة زادك الله من فضله ونفع بك، وأحسب أن شيخنا لا يغضبه من يصفه بأنه شيخ «مودرن» أليس كذلك..؟!