كثيرون من زوارنا في موسم الحج أو غيره يسألون مستفسرين: كيف أنتم وملككم؟؟ وأتبين في الهمسة الخافتة توقعهم أن سيسمعون اعترافاً سرياً بأن ما نسر إليهم هو المضمر غير المعلن على الملأ. وأعرف أن المضمر والمعلن في هذه الحالة هو اعتراف بالحب. ولم لا هو رجل يستحق الحب فعلاً. ففي زمن التباعد والتباغض والتشدد ونرجسية الرؤساء وأنانية رجل الشارع في اختيار الانتماء لحماية المكاسب الفردية والفئوية, حظيظون نحن بملكنا الحكيم الطيب عبدالله بن عبدالعزيز الذي يؤمن بالمحبة والحوار والتقارب وبساطة التواصل مع الجميع. رجل فذ، لن أقول إنه بلا أعداء فكل داع للصدق والنقاء له أعداء جلب له عداؤهم كونه تسبب بصدقه -دون تقصد فردي ناقم- في فقدهم لمميزات خصصوها لأنفسهم بمعايير أنانيتهم، ولكني أجزم أنه من تحبه بصدق الغالبية في كل الفئات الرجال والنساء والشباب والأطفال في كل المناطق بهذا الوطن الممتد خاصة المستضعفون في الأرض. رجل حكيم لا تسيره الانفعالات المتأزمة ولا تملي ردود فعله نيران النزاعات المفتعلة والتصدعات المقصودة, ولكنه يرى فيها تجربة للتأمل وتفهم كيفية تجنب تكرار تنامي التلوثات في البيئة الفكرية. وتقدم له التأزمات من حيث لم تقصد دروساً في إدارة البناء وفرصة إيجاد حلول ناجعة تعيد لحمة الإنسانية وتنحت مبادئ التعايش بكل مستوياته. ظل مؤمناً أن التفاهم والحوار وبناء الفكر يستعيد صلاحية التآلف من العقول والمتضرر من تأجج الانفعالات وتصدع العلاقات. أما قرارات القطع والبتر وتشنج الصراخ دون إصغاء لتبين رأي ومشاعر الآخر، فلا تنتج إلا التشوه والمرارة وتنامي الغضب وتكرر المطالبات بالثأر. قبل أن يضعه تقرير مجلة فوربز الأمريكية في الموقع الثالث من حيث النفوذ والتأثير عالمياً فاز هذا الرجل الجميل ببساطته المؤثرة بجوائز عالمية متعددة تؤكد تميزه في نواح متعددة.. وليست مناسبة نادرة أن يمنح رجل ما متميز في ناحية ما جائزة عالمية تقدر تميزه, أو شهادة دكتوراه فخرية أو وشاحاً عالي المرتبة تثميناً لإنجازاته.. وليس حدثاً غير معتاد أن تقرر جهة ما في عالمنا العولمي الفسيح أن تقارن شعبية رؤساء الدول أو حتى الأفراد وتطلع باستنتاج يؤهل واحداً بينهم للمرتبة الأولى.. والغالب أنها تأتي عادة مناسبة تحمل فرصة تثقيفية لنا أن تطلعنا نتائجها على أي شخصية وأي أفعال يختصها الناس رسمياً أو شعبياً بتقديرهم واحترامهم. المميز في رأيي هنا هو هذا الرجل الذي اختير الأكثر إنسانية وشعبية لمحبة شعبه له بصدق وشمولية واحترام غير شعبه لأفعاله. هو رجل متميز فعلاً ليس بكونه حاكماً رئيس دولة مهمة جداً في عالمنا الصناعي وحضارته القائمة على توفر احتياجاتها من الطاقة, بل بكونه إنساناً يحبه المواطن البسيط وينظر إليه بثقة لتحقيق كل أحلامه. ويقدره مراقبو القرارات المصيرية وعلماء الدراسات السياسية والمجتمعية والإنسانية لمنجزاته الملموسة في كل مجال تحت مظلة إحلال التقارب بدلاً من التنافر في عالمه القريب الحميم، والبعيد المترامي الشاسع الأرجاء. رجل لا أتردد شخصياً أن أصارح نفسي, كلما رأيت صورته تتوج خبر خير إيجابي يسعد طرفاً ما قريباً أو بعيداً, أنني أحبه وأحترمه كوالدي.. وأبتسم من القلب فعلاً لأنني أعني ما أقول. هو رجل يستحق الحب.