آخر فتوى دينية ظهرت في إسرائيل هي تلك التي تبيح ممارسة الجنس لمَن يشتغلن بالجاسوسية، إذا كان ذلك يؤدي إلى جمع معلومات تتعلّق بالأمن الإسرائيلي! وحسب جريدة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن الحاخام آري شفات صرّح بأن الديانة اليهودية تبيح للنساء ممارسة الجنس مقابل الحصول على معلومات مهمة لأمن إسرائيل. موقع (بي بي سي) العربية الإلكتروني نشر بتاريخ 4/10/2010 أن (شفات) نشر أفكاره التي نقلتها عنه جريدة يديعوت أحرونوت، في دراسة بعنوان (الجنس غير المشروع في سبيل الأمن القومي)، أصدرها معهد للدراسات الدينية في مستوطنة (غوش عتصيون) قرب القدس. الحاخام شفات استند في فتواه العجائبية إلى قصص من التوراة، تحدّثت عن نساء أغوين مقاتلين من الأعداء للحصول على معلومات قيّمة. وقد اعتمد شفات على قصة الملكة اليهودية إستر، التي أغوت الملك الفارسي أحشواريش؛ ممّا مكّنها من الحفاظ على أمن اليهود. ولعلّ ما يثير الضحك أكثر من أي شيء آخر تتضمنه هذه الفتوى، هو الحل (الشرعي) الذي قدّمه شفات للنساء المتزوجات العاملات بجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد). فعلاوة على تحليله ممارسة الزنا للنساء غير المتزوجات، فقد قام شفات بتحليل ممارسة الزنا للمتزوجات؛ بشرط تطليق المرأة من زوجها عند اضطرارها لممارسة الزنا؛ بغرض الحصول على معلومات تفيد الأمن القومي، ثم عودتها إلى حظيرة الزوجية حال انتهائها من أداء مهمتها (الأمنية). هذه الفتوى العجيبة توضّح المدى الذي بلغته الصهيونية في استغلال الدِّين، واستخدامه من أجل أغراضها الخاصة. وهو استخدام لا يتورّع عن تحليل المحرّمات والخطايا الكبرى التي جاء التشديد على حُرمتها ضمن الوصايا العشر نفسها. دراسة الحاخام شفات أوضحت أيضًا الموقع بالغ الأهمية الذي تحتله الفتوى الدِّينية بالنسبة للعمل السياسي في الكيان الصهيوني. لقد كانت الفتوى في الكيان الصهيوني -ولا زالت- واحدة من أهم أدوات العمل السياسي التي يتم استخدامها لإضفاء الشرعية على بعض السلوكيات المحرّمة دينيًّا، وغير المقبولة أخلاقيًّا. ولعلّ القارئ الكريم يذكر الفتوى الشهيرة التي أطلقها أحد الحاخامات، والتي أباح من خلالها قتل الأطفال الفلسطينيين في سبيل تحقيق المصالح العليا لدولة الكيان الصهيوني. ويبقى السؤال المهم: لماذا يقيم العالم الدنيا ولا يقعدها عند صدور فتوى إسلامية شاذّة، في حين يسكت عن فتاوى الإرهاب الصهيوني؟!