بث تنظيم القاعدة الجمعة الماضية على الانترنت تسجيلا صوتيا جديدا لزعميه أسامة بن لادن بعنوان "وقفات مع أسلوب العمل الاغاثي"، يناشد فيه المسلمين تقديم مساعدة لضحايا الفيضانات في باكستان، في رسالة تعد الاولى منذ 25 مارس الماضي عندما هدد بن لادن في رسالة سابقة باعدام أي أمريكي تتخذه القاعدة رهينة في حالة اعدام خالد شيخ محمد المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، ويمكن تلخيص أهم النقاط التي تحدث فيها زعيم التنظيم بن لادن بما يلي: 1-الدعوة لمساعدة باكستان للخروج من الكارثة الإنسانية التي حلت بها: حيث قال "المصيبة (في باكستان) كبيرة جدا يعجز اللسان عن وصفها وتحتاج الى امكانيات هائلة فانتدبوا بعضكم لتروا حجم المأساة على ارض الواقع". واضاف "يحب على كل من يستطيع اغاثة المسلمين في باكستان ان يستشعر عظم شأن ارواح المسلمين فملايين الاطفال في العراء يفتقدون الاجواء المهيئة للحياة، وهي دعوى انسانية لم يلتفت لها الرجل الاول ابان قصف افغانستان من قبل القوات الامريكية واثناء تساقط الالف من الباكستانيين بسبب العنف الطائفي ولاحتى في منطقة القبائل التي يموت فيها يوميا العشرات بسبب الصراع على النفوذ ؟! 2-ندد بحكومات الدول الإسلامية واتهمها ب"إنفاق الأموال على التسليح وإهمال شؤون مواطنيها" وهي دعوى غريبة من شخص يرى في الانظمة كفرا وردة ومهادنة وتقاعس عن الاعداد بالسلاح ؟!. 3-أعرب عن قلقه من تبعات التغير المناخي، وقال ان ضحايا هذه التبعات اكثر من ضحايا الحروب وهي دعوى غريبة من قيادي متشدد يرى في الكوارث انتقاما وارادة الاهية ليس للبشر يد فيها كما في تعليقة على حادث تسونامي . 4-دعا الى "نقلة نوعية في اسلوب العمل الاغاثي" والى انشاء هيئة اغاثة اسلامية دولية.واعتبر انه يقع على عاتق هذه الهيئة "واجبات عظيمة" منها القيام بدراسات للتجمعات السكانية المهددة، واعطى مدينة جدة السعودية مثالا على ذلك، اذ شهدت فيضانات مفاجئة ومميتة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.ومن مهام الهيئة ايضا بحسب بن لادن "القيام بما يلزم" عند وقوع الكوارث و"العمل على توفير الامن الغذائي" و"توعية المسلمين بخطر استنزاف المياه الجوفية وهي تعليقات غريبة تنم عن ضياع في البوصلة الفكرية لدى بن لادن فتحت من تعمل هذه المنظمة ؟! واي نضام يعترف فيه بن لادن يمكن ان يقلها ؟! واي شخصية اسلامية يمكن ان تحضى برضى زعيم تنظيم القاعدة ؟! اسئلة يستحيل الاجابة عليها حتى من بن لادن نفسة الذي يرى القطعية في كل شي ولا مجال للمناطق الرمادية !!". 5-تضمنت الرسالة تهنئة بحلول شهر رمضان ما يوحي بأنها لم تسجل مؤخرا فضلا عن تناولها مسألة فياضانات باكستان التي بدأت نهاية تموز/ يوليو الماضي. من خلال ما سبق يمكن ملاحظة ما يلي: 1- خلت رسالته مما اعتاد على الخوض فيه من قضايا السياسة والجهاد. 2- ليست هذه المرة الاولى التي يتناول فيها بن لادن موضوع التغير المناخي, فقد اتهم في تسجيل بث في يناير الماضي الدول الصناعية بالتسبب في التغيير المناخي، مما يؤكد حرص زعيم التنظيم في الفترة الحالية للعب على الوتر العاطفي والإنساني وان خالفت المباديء الاساسية للتنظيم وذلك يدعونا الى فتح سؤال كبير هل تغير تفكير بن لادن من العالم ؟!! ام ان عدم وجود احدث تتيح لابن لادن بالحديث قادته الى هذا الحديث المتناقظ مع اساسيات التنظيم لاسيما بعد الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها فكريا وميدانيا وضعف تأثير التنظيم وتواجده لدى الشباب بشكل غير مسبوق، ومما يؤكد انتهاج القاعدة هذا النهج الجديد البيان الذي ادلى به أيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة في منتصف سبتمبر الماضي واتهم فيه الحكومة الباكستانية ببطء التحرك لمواجهة الفيضانات وكذلك البيان الذي أصدره المتحدث باسم تنظيم القاعدة في وقت سابق من هذا الاسبوع تحدث فيه عن موضوع الفيضانات أيضا، وهي أمور جديدة على الخطاب القاعدي. 3- ان القاعدة لم يسبق أن مارست أي عمل انساني منهجي خلال الكوارث الطبيعية من الاعمال التي قامت بها منظمات مساعدات واغاثة اسلامية، فقد وصفت خبيرة مكافحة الارهاب الاسترالية لياه فارول رسالة ابن لادن بانها "رياء" مشيرة الى ان وثائق داخلية للقاعدة عثر عليها في افغانستان وترجع الى عام 2000 تقريبا تأمر اعضاء التنظيم بالا تشتتهم عمليات الاغاثة والمعونة. * نقلا عن مركز الدين والسياسة للدراسات www.rpcst.com