دعا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في رسالة بثت على الانترنت -هي الأولى منذ 6 أشهر - إلى إنشاء هيئة إسلامية دولية للإغاثة، مركزا على جهود الإغاثة في العالم الإسلامي وخصوصا في باكستان. وذكرت (فرانس برس) الجمعة 1 أكتوبر 2010، أن ابن لادن لم يتطرق في التسجيل الصوتي لشؤون الجهاد، داعيا المسلمين الى تقديم المساعدة لضحايا الفيضانات في باكستان، وقال ان "ما نتعرض له ... يستدعي من اصحاب القلوب الرحيمة واولي العزم من الرجال ان يتحركوا تحركا جادا سريعا لاغاثة اخوانهم المسلمين في باكستان". ورأى في التسجيل المرفق بصورة ثابتة له ان "المصيبة (في باكستان) كبيرة جدا يعجز اللسان عن وصفها وتحتاج الى امكانيات هائلة فانتدبوا بعضكم لتروا حجم المأساة على ارض الواقع". واضاف "يحب على كل من يستطيع اغاثة المسلمين في باكستان ان يستشعر عظم شأن ارواح المسلمين، فملايين الاطفال في العراء يفتقدون الاجواء المهيئة للحياة". واعرب زعيم القاعدة الذي خلت رسالته مما اعتاد على الخوض فيه من قضايا السياسة والجهاد، عن قلقه من تبعات التغير المناخي، وقال ان ضحايا هذه التبعات اكثر من ضحايا الحروب. كما دعا الى "نقلة نوعية في اسلوب العمل الاغاثي" والى انشاء هيئة اغاثية اسلامية دولية. وقال في هذا السياق "نظرا لتسارع الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية، يجب الا يكون التحرك فقط لتقديم مساعدات عاجلة عابرة بل لتكوين هيئة اغاثية متميزة لديها من المعرفة والخبرة والقدرة ما يمكنها من التعاون بكفاءة مع التغيرات الجدية للتغيرات المناخية المتسارعة". واعتبر ابن لادن انه يقع على عاتق هذه الهيئة "واجبات عظيمة" منها القيام بدراسات للتجمعات السكانية المهددة، واعطى مدينة جدة السعودية مثالا على ذلك، اذ شهدت فيضانات مفاجئة ومميتة في نوفمبر الماضي. ومن مهام الهيئة ايضا بحسب ابن لادن "القيام بما يلزم" عند وقوع الكوارث و"العمل على توفير الامن الغذائي" و"توعية المسلمين بخطر استنزاف المياه الجوفية". ونقلت التسجيل مؤسسة "سايت" المتخصصة في رصد المواقع الاسلامية ويحمل عنوان "وقفات مع أسلوب العمل الاغاثي" ومدته 11 دقيقة و39 ثانية. وتضمنت الرسالة تهنئة بحلول شهر رمضان ما يوحي بانها لم تسجل مؤخرا، فضلا عن تناولها مسألة فيضانات باكستان التي بدأت نهاية يوليو الماضي. الا انها اول رسالة لابن لادن منذ مارس الماضي حين حذر من امكانية اعدام خالد الشيخ محمد الذي يعد العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر. وارفقت صورة ابن لادن الثابتة في التسجيل بصور لمنكوبين من كوارث طبيعية خصوصا من فيضانات باكستان. وليست المرة الاولى التي يتناول فيها زعيم القاعدة موضوع التغير المناخي، فقد اتهم في تسجيل بث في يناير الماضي الدول الصناعية بالتسبب في التغيير المناخي. وفي آخر تسجيل صوتي له بث في مارس، هدد ابن لادن باعدام كل اميركي تأسره القاعدة، اذا اعدمت السلطات الاميركية المتهم الرئيس في اعتداءات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد ورفاقه. وأعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في يوليو الماضي من اسلام اباد انها تعتقد ان زعيم تنظيم القاعدة "موجود في باكستان". لكن الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية والدولية في افغانستان اعرب عن اعتقاده بان اسامة بن لادن موجود على الارجح "في منطقة جبلية معزولة جدا" في افغانستان وان القبض عليه لا يزال اولوية. وصرح بترايوس لقناة "ان بي سي" الاميركية "لا اعتقد ان احدا يعلم اين هو اسامة بن لادن" لكن "كونه ينتظر اربعة اسابيع لبث رسالة تهنئة او تعزية يثبت الى اي درجة هو متحصن في منطقة جبلية معزولة جدا على الارجح".