حسن آل عامر - الوطن السعودية لا يمكن أن تجد قناة MBC اسما لمسلسلها الكرتوني الجديد الذي يقوم ببطولته (الشهير/ المستخبي) خلف أسوار "البالتوك" المسمى "لورانس"، أفضل من الاسم الذي اختارته الشركة المنتجة وهو "شوربة وخل"، فهذا ال"لورانس" تحدث في كل شيء في قضايا المجتمع والفكر والسياسة وحتى علاقة الدين بالعلمانية، بل لم يبق شيئا إلا وشتمه بأحط الألفاظ التي يعف أي لسان عن ذكرها. ومعظم ما تحفظه مقاطع "اليوتيوب" لهذه الشخصية، لا يمكن وصفه بأكثر من "شوربة فاسدة". لكن المفاجأة المدهشة أن تأتي قناة "عائلية" مثل MBC وتعيد إنتاج هذه الشخصية من جديد ثم تؤكد في أخبارها الترويجية للمسلسل الكرتوني أن الهدف هو تحويل هذه الشخصية "اللورانسية" من "شخصية سلبية إلى شخصية ذات مسؤولية اجتماعية تعمل على إصلاح القضايا"، مع أن هذه الشخصية "البالتوكية" نقلت ثقافة "الحوار الشوارعي" إلى كل بيت، حيث تتناقلها يوميا العقول الطرية، مما يجعل جهود وأموال محاولة ترسيخ مبادئ الحوار الوطني، المبني على التأدب في الحديث واحترام الآخر تذهب أدارج الرياح. فقبل أن تشاهد هذه الأجيال حلقات "شوربة وخل" التي تهدف إلى "الإصلاح" كما تقول MBC، فإن مئات الألوف ممن لم يكونوا على معرفة بالجانب السلبي لهذه الشخصية سيبحثون عنه ليقارنوا بين الوجهين السلبي والإيجابي، وأنا واحد منهم، فلم أكن أعرف عن "شيخ البالوتك" كما يطلق عليه شيئا، حتى قرأت عن المسلسل، فبدأت أبحث في ذاكرة "جدنا قوقل" فأمطرني بعشرات (الحكايات/ المقاطع) التي لم أستطع إكمال الكثير منها لسطحية الطرح وبذاءة العبارات التي تصدر من صاحبها. السؤال الآن: هل بلغ الجشع وجمع المال بأي شكل، بمنتجي الدراما المحلية - من خلال استغلال شهرة شخص ما أو مكان ما، حتى وإن كانت هذه الشهرة في أقل درجات السلبية- إلى هذا الحد؟. فالمبرر المضحك الذي ساقته MBC وشريكتها المنتجة "ابتكارات التسويق" حول استغلال شخصية "لورانس" في "الجانب الإيجابي"، لن ينطلي على المشاهدين الذين يعرفون أن المسألة في النهاية "بزنس في بزنس"، وأن حكاية "المسؤولية الاجتماعية" التي تردد في الأخبار الترويجية، مجرد لافتة تختبئ خلفها الدولارات. فأنا أجزم أن هذه المسؤولية ليست من اهتمامات منتجي الدراما المحلية، لأن من المسؤولية الاجتماعية أن تُبنى قيم راقية وليس الترويج للسطحية وهدم الأخلاق.